منذ أربع سنوات زُفّ للشعب الجزائري والعالم الاسلامي نبأ مولد وحدة مزعومة بين الجماعة المسلحة وبعض الجهات الجهادية وضمت لائحة بيان الوحدة اسم حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ. واتضح بعد الاعلان انها تمت من دون اعلام شيوخ الجبهة المسجونين لأن السجين في ذلك الوقت كان لا حكم له ولا رأي، ومن دون مشاورة قيادة الجيش الاسلامي للانقاذ. وراحت جهات اسلامية جزائرية وعربية في خارج الوطن تبشر بالوحدة وتصف كل من تخلف عنها بأوصاف دنيئة سجلت في بياناتهم. وبعدما دخلت الجزائر قبل سنة في دوامة وحرب معلنة على الشعب أعلن الجيش الاسلامي هدنة موضحاً دوافعها في بيان مفصّل. ووجدت هذه الأصوات فرصتها لتخرج من غيبوبتها فتصف الهدنة والجيش الاسلامي بالخيانة والعمالة والاستسلام وتتدرع بعدم موافقة الشيوخ عليها ظلماً وزوراً ونست هذه الطائفة أخذ رأي الشيوخ يوم انضموا الى الجماعة. فلما اتضح لهم ان الشيوخ المفرج عنهم لم يعارضوا الهدنة، برروا موقفهم بعدم استجابة الكتائب التي خرجت عن الجماعة المسلحة الى نداء الهدنة الذي وجهه أمير الجيش الاسلامي. فهل تراجعوا؟ أبداً، بل زادوا في غيّم وشنوا أكبر هجوم على الهيئة التنفيذية في الخارج وقيادة الجيش الاسلامي والشيوخ المفرج عنهم في الداخل فنعتوهم بأخس الأوصاف وأنذل التصرفات. وانتظر الجميع صحوتهم ورجوعهم الى الحق والاذعان له، ولكن لا حياة لمن تنادي. جنت هذه المجموعة على نفسها وقواعدها والشعب الجزائري وما زالت طالما ان المتتبع لخطواتها لا يلمس صدقاً في اقلاعها والعجب انها الآن توالي من كانت بالأمس القريب تصفهم بالعمالة لفرنسا وبالجهل وبحب الظهور... لا لشيء الا ان هذه الجهات تشاطرها الحقد على الهيئة التنفيذية للجبهة الاسلامية في الخارج وكذا استهتارها بانجازات الجيش الاسلامي. ان همها الوحيد ان تستولي على قيادة العمل الاسلامي كما حاولت مع الرابطة الاسلامية ثم الجبهة الاسلامية ثم الهيئة التنفيذية ثم الجماعة والآن مع المولود الجديد المكتب التأسيسي. فاتقوا الله يا جماعة الجزأرة فإن الرجوع الى الحق أولى من التمادي في الباطل. يكفيكم ما جنيتم على انفسكم واخوانكم ومشروعكم الحضاري وآمال الشعب الجزائري.