رحّبت "القيادة الوطنية" للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر أمس بالنداء الذي وجهه علماء ومفكرون إسلاميون الإسبوع الماضي لدعم الهدنة التي أعلنها "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، الذراع العسكرية ل "الانقاذ". وجددت دعوتها الجماعات المسلحة كافة الى الإنضمام الى الهدنة. وتضم "القيادة الوطنية" عدداً من قادة "الإنقاذ" داخل الجزائر مثل عبدالقادر حشاني وعلي جدي وعبدالقادر بوخمخم. وعلى رغم تأييد هذه "القيادة" الهدنة، فإنها تختلف مع "جيش الإنقاذ" يقوده السيد مدني مزراق و"الهيئة التنفيذية" يقودها السيد رابح كبير، في شأن طريقة التعامل مع الحكم الجزائري. لكن موقفها الأخير الذي حصلت عليه "الحياة" وفيه تحديد ل "تصور القيادة الوطنية لبعض القضايا المطروحة في الساحة"، يؤكد في شكل لا يدع مجالاً للشك ان قيادة حشاني لا تتحفظ عن بيان العلماء الإسلاميين 30 عالماً ومفكراً من دول مختلفة، مثلما فعلت أكثر من جماعة جزائرية. وقالت "القيادة الوطنية" ان "نداء علماء الاسلام ومفكريه دعا كل الجماعات المسلحة الى الدخول في هدنة ومصالحة شاملة ليفوتوا على أعداء الإسلام فرصة التمادي في تشويهه، تماماً كما فعل نداء الجبهة الاسلامية للإنقاذ في تشرين الأول/ نوفمبر 1997 عندما دعا كافة أبناء الشعب الجزائري المسلم في المعارضة المسلحة الى إعلان هدنة شاملة لعزل العنف الإجرامي الشنيع الذي اختلط بساحتهم". وأضافت ان نداء العلماء شبيه أيضاً بنداء "الانقاذ" عندما دعت السلطة الجزائرية والمعارضة الى "السعي الى تحويل الهدنة المعلنة سلما دائما من خلال استصدار إبراء عام يضمن عودة الذي قبلوا الهدنة الى مكانتهم في خدمة المجتمع وإطلاق المساجين وكفالة ضحايا المحنة، ثم تتويج ذلك بندوة وطنية للصلح تجمع بين مؤسسات السلطة والجبهة الإسلامية للإنقاذ وكل القوى الفاعلة في المجتمع". ودعت السلطة الى عدم "إفساد مسار الهدنة" مثلما "تحمّلت من قبل مسؤولية إفساد مسار الحوار السياسي". وعلّقت على قرار الرئيس اليمين زروال التنحي. فقالت انها "تأبى تشخيص العجز والفساد في كبش فداء في الرئاسة أو الحكومة يمكن التضحية به في سبيل تجديد ثوب النظام". وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة، طالبت بإعادة حق الانتخاب لأعضاء "الانقاذ" الذين قالت ان كثيراً منهم تعرضوا ل "التصفية الانتخابية" عبر حرمانهم من حق التسجيل في قوائم من يحق له المشاركة في التصويت. ويعني ذلك ان "الإنقاذ" ستحاول على ما يبدو ان تلعب دوراً معيناً في دعم أحد المرشحين للرئاسة، بعدما كانت تدعو في السابق الى مقاطعة عمليات الاقتراع السابقة. ودعت، في هذا الإطار، "المصلحين" الى الالتقاء "على مشروع الصلح واعادة البناء الوطني الذي يوقف القتل والدمار ... مثلما فعل من قبل أصحاب مبادرة العقد الوطني". وكان 30 عالماً ومفكراً إسلامياً بينهم الشيخ أحمد ياسين "حماس" الفلسطينية وعبدالسلام ياسين "العدل والاحسان" المغربية وراشد الغنوشي "النهضة" التونسية ومصطفى مشهور "الاخوان المسلمون" في مصر، أصدروا الأحد الماضي بياناً أيدوا فيه هدنة "الانقاذ". لكن نداءهم هذا لقي اعتراضاً من بعض الاسلاميين الجزائريين. إذ كتبت نشرة "صوت الجبهة" التي يصدرها "إنقاذيون" في بريطانيا في عددها الذي يُوزّع اليوم ان الذين اصدوا البيان "أنحوا فيه باللوم على الإسلاميين لا على النظام"، و"لن ينبسوا ببنت شفة" عن تصرفات الحكم. وأضافت "اما قولهم في البيان انهم يعتبرون الهدنة بين الجيشين الجيش الجزائري و"جيش الإنقاذ" عملاً صالحاً وموقفاً وطنياً جريئاً، فلا شك انهم لم يقرأوا نص الهدنة أو اذا قرأوه لم يفهموه". وكان السيد أحمد الزاوي أصدر قبل أيام بياناً رد فيه على "بيان ال 30" واعتبر انهم "ضُللوا". وقال ان سيسعى الى الإتصال بالذين أصدروه بهدف توضيح صورة الوضع لهم.