يشهد لبنان هذا الأسبوع حركة ديبلوماسية لافتة تتزامن مع تصاعد الحملة الإسرائيلية العاملة على تسويق تنفيذ مشروط للقرار الرقم 425، ومع سلسلة مواقف واحتفالات لبنانية بالذكرى العشرين لصدور هذا القرار على اثر الاجتياح الاسرائيلي الأول للبنان عام 1978، ومع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني. ويصل الى بيروت اليوم وزير الدفاع الارلندي مايكل سميث ليلتقي مسؤولين لبنانيين ويتفقد وحدة بلاده العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، وفي 16 من آذار مارس الجاري وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، وفي 20 منه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، اللذان يقومان بجولة على عدد من دول المنطقة. شمس الدين من جهته رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام محمد مهدي شمس الدين "ان عدم تنفيذ اسرائيل القرار 425 سببه التواطؤ الدولي معها، لأنها كانت اضعف مما هي عليه الآن عند صدور هذا القرار". واعتبر ان "الطريق الوحيدة للتحرير هي المقاومة، ولن ننتظر احداً، لا مجلس الأمن ولا الولاياتالمتحدة ولا الاوروبيين، ولن نقبل وعوداً بالانسحاب، وما نريده ان تنسحب اسرائيل من الجنوب والبقاع الغربي والجولان". واعتبر وزير الصحة سليمان فرنجية، في احتفال في عكار أمس، ان المحاولة الاسرائيلية في شأن القرار 425 "احياء لاتفاق 17 أيار مايو، وهي قديمة - جديدة، وفاشلة حتماً"، وشدد على تنفيذ القرار من دون قيد او شرط، ودعم المقاومة وتلازم المسارين اللبناني والسوري "رداً على الحرب الديبلوماسية التي يشنها نتانياهو ضد لبنان". وتستضيف جامعة البلمند بالتعاون مع "مؤسسة عصام فارس"، اول مؤتمر برلماني دولي - عربي يشارك فيه عدد من رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية وفي مقدمهم الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، لمناسبة الذكرى العشرين لصدور القرار 425. وينعقد المؤتمر ما بين 23 و25 نيسان ابريل المقبل، في قاعة المؤتمرات في جامعة البلمند، ويشارك فيه ايضاً عدد من النواب المتحدرين من أصل لبناني المدعوين الى المشاركة في مؤتمر يعقد في بيروت بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ويتحدث في المؤتمر الذي يفتتح الحادية عشرة قبل ظهر الخميس في 23 نيسان الرئيس بري ورئيس المجلس النيابي في دولة اتحاد روسيا وممثل عن البرلمانات العربية، وقد ينوب عنهم في إلقاء الكلمات في الجلسة الافتتاحية الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد اضافة الى النائب عصام فارس. ويهدف المؤتمر الذي ينعقد فور اختتام المؤتمر الخاص بالنواب المتحدرين من اصل لبناني الى "تسليط الاضواء على ما يعانيه اهلنا في الجنوب والبقاع الغربي في مناطق الاحتلال الاسرائيلي، بعد مرور 20 عاماً على قرار يفرض على اسرائيل الانسحاب الفوري". وسيصدر عن المؤتمر في نهاية جلساته كتيب خاص، يتضمن التوصيات التي ستصدر عنه، وكلمات الخطباء في جلسة الافتتاح والمحاضرات التي سيلقيها عدد من الأخصائيين. وأعد للمؤتمرين برنامج حافل وسيكون لهم لقاءات مع الرؤساء الثلاثة، وزيارات تفقدية لبلدة قانا ولمواقع القوات الدولية في الجنوب، وسيقيم الرئيس بري على شرفهم مأدبة غداء في دارته في المصيلح. ونظمت هيئة ابناء العرقوب لقاء شعبياً في بيروت، في ذكرى الاجتياح الاسرائيلي، صدرت عنه توصيات طالبت الاممالمتحدة "بالزام المحتل الصهيوني تنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط"، مناشدة كوفي انان "معاينة مزارع شبعا المحتلة خلال جولة على المنطقة لالزام الصهاينة تفكيك مستوطنات الفلاشا المزروعة هناك". ودعت الى اطلاق المعتقلين اللبنانين في السجون الاسرائيلية ووقف الممارسات الاسرائيلية ضد الجنوبيين، واتخاذ قرار بفتح طريق شبعا - عين عطا، لاسقاط الحصار عن العرقوب، وتعزيز الجيش وصمود الاهالي، ووضع خطة طوارىء لبنانية امنية وادارية واقتصادية للتعاطي مع اي خطوة جلاء للاحتلال". لجنة المراقبة وتنعقد لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من "تفاهم نيسان" ابريل اليوم للبحث في شكوى لبنانية على اسرائيل بسبب قصفها بلدة حداثا اول من امس وتسببها بتضرر مسجدها ومنازل. الى ذلك، أعلن بيان ل "حزب الله" رويترز امس ان اثنين من مقاتليه استشهدا خلال مجابهات جرت في التاسع من آذار مارس مع قوات الاحتلال الاسرائيلية.