كرر لبنان امس موقفه من القرار الرقم 425 الذي ينص على انسحاب اسرائيل من الجنوب والبقاع الغربي "من دون قيد او شرط" رافضاً تفسيراتها له ومحذراً من الافخاخ التي تعدها للبنان. جاء هذا الموقف على لسان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولجنة الشؤون الخارجية النيابية ونائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر. فقد قال بري في مؤتمر صحافي لإطلاق فاعليات الذكرى ال 20 ل 14 آذار مارس، الاجتياح الاسرائيلي الاول للبنان عام 1978، و18 نيسان أبريل، ذكرى مجزرة قانا عقده نيابة عنه مقرر اللجنة الوطنية لإحياء الذكرى النائب أحمد سويد: "منذ 20 عاماً اصدر مجلس الامن الدولي القرار 425 ولا يزال مصلوباً على صدر المرجعية الدولية العليا في وقت حرصت فيه تلك المرجعية وبدعم من المجتمع الدولي على تنفيذ الكثير من قراراتها بدفع ذاتي وارادة ذاتية حيناً، وحيناً آخر بقبضة اميركية". وأضاف ان "14 آذار هو رسالتنا السنوية الى الرأي العام العالمي، تندد بسياسة المكيالين وتصور بطولات شعبنا في الجنوب. فكثيراً ما يطرح السؤال لماذا 14 آذار؟ فيأتي الجواب واقع الحال، لأننا نريد ان نعترض على زمن اختلال المعايير واختلاف المكاييل". ودعا الى "الوقوف خمس دقائق صمتاً ظهر الرابع عشر من آذار حداداً على العدالة الدولية واحتجاجاً على اغتيالها". الى ذلك، عرض الرئيس بري مع وزير الخارجية فارس بويز التطورات السياسية والديبلوماسية المتعلقة بالقرار 425، والتقى رئيس جامعة البلمند الوزير السابق إيلي سالم ومدير مؤسسة عصام فارس السيد أنطوان حبيب اللذين وجها اليه الدعوة لرعاية المؤتمر البرلماني الدولي عن القرار 425 الذي يعقد في 23 نيسان المقبل في الجامعة، ويشارك فيه برلمانيون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ورؤساء مجالس النواب في كل الدول العربية فضلاً عن برلمانيين متحدرين من اصل لبناني. الشؤون الخارجية واجتمعت لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب علي الخليل، ومشاركة الوزير بويز، وأكدت "موقف لبنان الثابت من تنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط، ورفض الدخول في مفاوضات مع اسرائيل على طريقة تنفيذه، وتأكيد تلازم المسارين اللبناني والسوري، والعودة الى اتفاق الهدنة للعام 1949 بعد تنفيذ القرار، وضرورة رص الصفوف الداخلية وتعميق الوحدة الوطنية لمواجهة الهجمة الاسرائيلية المفخخة التي تهدف الى تضليل الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي، وايقاع البلبلة والفتنة الداخلية وفك المسارين اللبناني والسوري وجر لبنان الى مفاوضات ثنائية على تنفيذ القرار 425 والتوصل الى مدريد رقم 2، كما ورد على لسان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، وكل ذلك على ابواب زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان للبنان والمنطقة، وانطلاقاً من عدم تحمل الرأي العام الاسرائيلي الخسائر البشرية الفادحة التي يتكبدها الجيش الاسرائيلي نتيجة استمرار احتلاله الجنوب والبقاع الغربي". المر وقال الوزير المر، في احتفال تخريج مأموري امن دولة ودركيين متمرنين امس، ان "القرار الرقم 425 واضح وصريح، وينص على الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان من دون قيد او شرط، ولا يتطلب تفسيراً او توضيحاً"، في رده على التفسير الاسرائيلي الذي اعتبره "عودة مفخخة الى اتفاق 17 أيار مايو". ورأى ان "الخطة الاسرائيلية تهدف بتفسيراتها للقرار الى "ضرب الوحدة الوطنية الصامدة التي تدعم المقاومة، والى فك التلازم والترابط بين لبنان وسورية". وأشار الى ان تلازم المسارين "في السلم والحرب هو الذي منع تفتيت لبنان واستضعافه واستفراده وفرض الاستسلام عليه". وشدد على "وحدة المسار والمصير مع سورية". ودعا المر، في مجال آخر، المتخرجين الى ترسيخ مناخ الاستقرار. وقال ان "الدولة اقوى من الجميع ولن يقوى عليها احد بفضل بندقيتكم وذراعكم ومؤزارة الجيش اللبناني لكم ودعم القوات السورية الدائم لقوانا الامنية والعسكرية. فلا تخافوا عصياناً ولا ثورة. فالدولة والشرعية هما الاقوى، وكل من اراد التمرد عليها ساقط، ان لم يكن اليوم فغداً". ورأى نائب الامين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان الاقتراحات الاسرائيلية في شأن القرار الرقم 425 مع الترتيبات الامنية "ما هي الا مناورات مكشوفة تشكل خطراً كبيراً وحقيقياً على لبنان"، مشدداً على ان "العنوان الوحيد الذي نريده ولا نريد غيره هو انسحاب قوات الاحتلال من لبنان من دون قيد او شرط". وأضاف ان "الحكومة الصهيونية انما تريد بإشراكها الاوروبيين لتسويق طروحاتها، ان تجعلهم مطية لمشروعها وحشرهم في الخانة الاميركية الصهيونية". ودعا الى "تعميم تجربة المقاومة". ورأى "المنتدى القومي العربي" ان ابداء مسؤولين اسرائيليين استعدادهم لتنفيذ القرار الرقم 425 "اقرار بالمأزق الناجم عن تصاعد عمليات المقاومة وصمود الشعب اللبناني ومتانة التنسيق اللبناني - السوري، وبالتالي محاولة اسرائيلية اخيرة لإيجاد شرخ داخلي وآخر في العلاقة اللبنانية السورية". واعتبر ان القرار 425 "لا يحتاج الى تفسير" داعياً الى "تحصين الساحة الداخلية وتعزيز الوفاق الوطني والارتقاء المستمر بالعلاقة مع سورية الى مستوى مواجهة التحديات الراهنة".