اعتبر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ان "الوحدة الوطنية الداخلية في هذه المرحلة هي المطلوبة اكثر من اي وقت مضي"، محذراً من ان "يؤدي الخلاف في وجهات النظر الى تجاوز هذه الوحدة". وأشار، في خطبة الجمعة، خلال افتتاحه امس مسجد الامام الصادق في الغبيري - شاتيلا الضاحية الجنوبية في حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير أيوب حميد ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري وسفير الكويت في لبنان عبدالرزاق الكندري وعدد من الوزراء والسياسيين وحشد من المصلين، الى ان "الدعوة التي تطلقها اسرائيل في هذه الايام لاغتيال القرار الرقم 425 على طريقتها في الفهم والممارسة وعلى خلفية الاهداف التي ترمي اليها في لبنان، كلام ظاهره غير باطنه وواقعه غير عنوانه، انهم لا يريدون ان ينسحبوا بل يهدفون من ذلك الى امرين: اولهما ان يكبلوا لبنان بالتزامات لا يمكن ان يلتزمها وان يعيدوا انتاج اتفاق السابع عشر من أيار مايو بصيغة جديدة، فتقيد ارادة لبنان السياسية والامنية وتفرض وصايتها على ارضه وجوه وبحره ونوعيات سكانه في الجنوب والبقاع الغربي". وأضاف ان "شروط اسرائيل للانسحاب تتضمن من جهة تثبيت الاحتلال بشرعية دولية ومن جهة اخرى تفجير لبنان من الداخل". ورأى ان "الهدف الجوهري هو توفير الظروف المؤدية الى احياء عوامل الفتنة والتفجير في لبنان، والتفكيك بين لبنان وسورية لاستفراد كل منهما وهما هدفان متلازمان متكاملان". وقال: "اننا لا نزال على طرحنا وعلى دعوتنا الى تنفيذ القرار 425 من غير شروط، فلينسحبوا من غير شروط ولن يقف احد في طريقهم لحظة واحدة. وليكن معلوماً ان لبنان ليس محتلاً في جنوبه فقط بل هو محتل في الجولان ايضاً، وان سورية ليست محتلة في الجولان فقط بل هي محتلة في جنوبلبنان ايضاً". وشكر شمس الدين دولة الكويت لبنائها المسجد. ودعا نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى المفتي عبدالامير قبلان اللبنانيين الى "الالتفاف والتضامن مع الجنوب والبقاع الغربي" في ذكرى 14 آذار مارس "وتوظيفه ذلك في اطار الوفاق الوطني الحقيقي". واعتبر ان "ما نراه على المستوى الوطني العام لا يتعدى التنظير والنظريات وان الممارسات يشوبها الكثير من الاخطاء واللامسؤولية اذ تطغى عليها المصالح الضيقة والاهداف الشخصية والمزاجات". ودعا الى "الخروج من المزاحمات السياسية بكسر طوق المجتمع الذي يحاصر اهل السلطة وينعكس سلباً على اوضاع العامة تحت وطأة الضغوط المعيشية والحياتية الصعبة". ورأى السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة امس ان "الوحدة الداخلية هي السلاح الافضل لإسقاط مخططات العدو الساعية الى انحراق الساحة اللبنانية بالخلافات السياسية والحساسيات الطائفية لأن ذلك هو السبيل الى ابقاء حال الصمود الشعبي امام العدوان ما يفرض على الجميع الوقوف بقوة في ذكرى 14 آذار بعيداً من كل الهوامش الصغيرة لينطلق الصوت الواحد، وهو صوت التحرير في مواجهة الاحتلال".