نجح الجيش السوداني في اجلاء المتمردين الجنوبيين عن مواقع احتلوها في مدينة واو ثاني اكبر مدن جنوب البلاد لكن الوضع ظل متوتراً في المنطقة المحيطة بها. واعترفت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق امس بأنها فقدت السيطرة على مطار المدينة وحاميتها. واكدت توقف الاشتباكات، مشيرة الى استمرار تبادل القصف بين الطرفين في المنطقة. وردّت الحركة على تشكيك الخرطوم في مصير القائد كاربينو كوانين الذي مكّن قرنق من مهاجمة المدينة بتغيير ولائه من الحكومة الى المتمردين معلنة انها ستمكّن وسائل الاعلام من مقابلته. وأكد الناطق باسم "الحركة الشعبية" القائد المناوب ياسر عرمان ل "الحياة" أمس ان حركته التي شنّت هجوماً على المدينة فجر يوم عيد الفطر المبارك "فقدت السيطرة على المطار والحامية"، لكنه اوضح ان "قواتنا كانت في شمال شرقي المدينة حتى يوم الاحد". وكانت الحركة اعلنت انها سيطرت على ستة مواقع رئيسية في المدينة يوم الخميس الماضي. واكدت الحكومة السودانية انها أجلت المتمردين في اليوم ذاته وان الرحلات الجوية الى المدينة باتت منتظمة. وقال عرمان: "رأينا هو ان عملية واو العسكرية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة. والأهم هو انضمام كوانين الى الحركة لأنه يغيّر توازن القوى في بحر الغزال وينهي عملية السلام من الداخل التي تتحدث عنها الحكومة". وأضاف رداً على سؤال ان "ما قالته الحكومة عن كوانين ليس صحيحاً وهو يمارس الآن مهماته الميدانية في الحركة وسيخرج لمخاطبة الرأي العام المحلي والعالمي، واذا لم يمكن ذلك فسنسعى الى تمكين الصحافيين من مقابلته في مناطق العمليات". وتجنّب عرمان الاجابة عن سؤال عما اذا كان كوانين الذي أسس "الحركة الشعبية" سيستعيد موقعه السابق في الحركة كنائب لقرنق قال: "عاد مقاتلاً في صفوف الحركة اما المنصب فمسألة ادارية لا يبتها شخص واحد". وضرب مثالاً عودة نائب قرنق السابق وليام نون الذي قتل في الجنوب وجون لوك الذي بات مسؤولاً عن الاعلام في الحركة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن لوك تأكيده في نيروبي خسارة "الحركة الشعبية" معركة واو وقوله ان قواته تسيطر جزئياً على خط السكة الحديد. وفي الخرطوم قالت مصادر ل "الحياة" امس ان منفّذي الهجوم على واو عددهم نحو 600 مقاتل وانهم اندسّوا وسط اكثر من سبعة آلاف شخص تخلو عن التمرد وانضموا الى جانب الحكومة. واكدت ان عدداً كبيراً من هؤلاء قتل وان الباقين هربوا باتجاه الادغال المحيطة بواو. ولم تستبعد المصادر ان يتجمع انصار قرنق مجدداً بعد تلقيهم تعزيزات لمحاولة الهجوم على المدينة، لكنها اوضحت ان القوات الحكومية باتت اكثر استعداداً، خصوصاً بعد تلقيها تعزيزات وامدادات كافية بعد تشغيل المطار. الشرق واستمر التصعيد في شرق السودان امس واكدت الحكومة السودانية تعرّض قرى حدودية سودانية لقصف مدفعي انطلق من داخل اريتريا. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني اللواء عبدالرحمن سر الختم ل "الحياة" في الخرطوم امس ان حامية بلدة القرضة التي تبعد 30 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة كسلا المتاخمة للحدود تعرضت لقصف من اريتريا وهجوم نفذه نحو 100 مقاتل. وأعلن تنظيم "قوات التحالف السودانية" بقيادة العميد عبدالعزيز خالد أمس أنه نفذ الهجوم ودمر معسكر الجيش في البلدة. وقال سر الختم ان شخصاً واحداً قتل وجرح شخصان آخران في الهجوم وأن أربعة من المهاجمين قتلوا. وأوضح ان الجيش السوداني "رد الهجوم وأجلى القوات المعتدية من المنطقة". وأفاد بيان أصدره التنظيم وتلقت "الحياة" نسخة عنه أن 60 من الجنود السودانيين قتلوا في العملية وأن أربعة من أفراد التنظيم قتلوا في حين أصيب خمسة آخرون. مصالحة من جهة أخرى، أعلن في ختام أعمال مؤتمر حزب الأمة المعارض في أسمرا أمس عن مصالحة بين نائب رئيس الحزب السيد نصرالدين الهادي المهدي ومسؤول العمل الخارجي فيه الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي السيد مبارك المهدي أنهت قطيعة استمرت نحو ثماني سنوات. وعلى رغم أن نائب رئيس الحزب ومسؤول العمل الخارجي فيه كانا في الخارج طوال هذه الفترة إلا أنهما عملا منفصلين وأكد كل منهما أنه يحمل تفويضاً من رئيس الحزب السيد الصادق المهدي لإدارة عمل الحزب في الخارج. وأوضح بيان تلقته "الحياة" ان القياديين سيعملان "من أجل تحقيق شعار المؤتمر للعمل معاً في المواجهة من أجل التحرير والوحدة وبناء المستقبل". ويعتقد أن للسيد الصادق المهدي دوراً رئيساً في تحقيق هذه المصالحة عقب مغادرته السودان في نهاية العام 1996 .