استعادت قوات الجيش السوداني أمس مدينة توريت في الجنوب من قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت قد سيطرت عليها مطلع ايلول/سبتمبر الماضي. وكان الجيش السوداني قد تعهد الاثنين باستعادة مدينة توريت في الجنوب وهمشكوريب مؤكدا انه دمر دفاعات الحركة الشعبية حول توريت وبدأ بالاقتراب من مواقع التمرد في همشكوريب حسبما اعلن المتحدث باسمه الفريق محمد بشير سليمان. وفي تطور جديد اعلنت القيادة العسكرية الموحدة التابعة للمعارضة السودانية ان قواتها استولت الثلاثاء على حامية رساي وقطعت الطريق الذي يربط بين مدن بور سودان وكسلا والخرطوم. وافاد بيان للمعارضة ان قوات التجمع الوطني الديموقراطي تمكنت تحت القيادة العسكرية الموحدة من اغلاق طريق بور سودان كسلا الخرطوم نهائيا بعد استيلائها على حامية رساي الاستراتيجية . يشار الى ان التجمع الوطني الديموقراطي يضم ائتلافا من احزاب شمالية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق. واضاف البيان ان حامية رساي تقع الى الشمال الغربي من حامية همشكوريب التي تشرف على الطريق الرئيسي، وتعتبر اخر الحاميات الحكومية لحماية الطريق . يذكر ان القيادة العسكرية الموحدة تأسست في 1995 لاعادة تنشيط التجمع الوطني الديموقراطي الذي تأسس العام 1989 لاسقاط النظام الحاكم في الخرطوم. ومن جانبه اعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل ان بلاده هددت بالرد سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا على اريتريا التي اتهمتها بالوقوف وراء الهجوم الذي شنه المتمردون الجنوبيون. يذكر ان السودان واريتريا اعادا علاقاتهما الدبلوماسية في 2000 بعدما قطعت في 1994. وتتهم الحكومة السودانية اريتريا مع ذلك بدعم الحركات المتمردة ضد السلطة المركزية. ومن جهة ثانية اعربت جامعة الدول العربية عن القلق ازاء التطورات العسكرية في شرق السودان وطالبت باحترام سيادة وسلامة الاراضي السودانية ومنح مساعي السلام فرصة لتجنب المزيد من اراقة الدماء . وافاد بيان صادر عن الجامعة انها، واذ تعرب عن قلقها ازاء هذا الوضع الخطير، تطالب باحترام سيادة وسلامة اراضي السودان واعطاء مساعي السلام فرصة لتجنيب الشعب السوداني المزيد من اراقة الدماء والمعاناة والسير قدما نحو اقامة السودان الموحد الكبير المتحصن لكل ابنائه والمتمتع بعلاقات طيبة مع كل جيرانه . ودعا البيان كافة القوى الى دعم التوجه نحو السلام ووقف كافة العمليات العسكرية وحقن الدماء .