أعلنت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق امس توسيع نطاق هجومها الجديد في الجنوب وأكدت ان قواتها تهاجم مدينتين في اقليم بحر الغزال وان المعركة في مدينة واو عاصمة الاقليم لا تزال مستمرة، لكنها اعترفت باستعادة الجيش السوداني مطار المدينة الذي استولى عليه المتمردون قبل ثلاثة أيام. وأكدت الخرطوم امس فشل هجوم المتمردين على واو ودعت الصحافيين الى زيارة المدينة للتأكد من "انتهاء التمرد". وبث التلفزيون السوداني لقاءات مع عسكريين ومسؤولين في المدينة اكدوا "عودة الحياة الى طبيعتها وحسم التمرد في المدينة". تفاصيل اخرى ص 7 وأطلق رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي امس دعوة من أسمرا لدى افتتاح مؤتمر حزب الأمة في الخارج الى بدء الفترة الانتقالية التي اقرها التجمع الوطني الديموقراطي من الآن ما يعني تشكيل حكومة في المنفى للمعارضة السودانية. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" القائد المناوب ياسر عرمان ل "الحياة" ان قوات الحركة "واصلت هجومها الشامل على مدن شمال بحر الغزال وتمكنت من تحرير مدينة اويل عدا موقع حاميتها العسكرية التي يدور حولها قتال حالياً". وأوضح ان هذا الهجوم "قطع خط السكة الحديد بين مدينتي واو وأويل الذي يمثل خط الامداد البري لقوات الحكومة المحاصرة في جزء من مدينة واو". لكن عرمان اعترف بتراجع قواته عن مطار مدينة واو الذي اكدت الحركة استيلاءها عليه كما اعترف بأن قوات الحكومة "استعادت مطار المدينة في محاولة لتلقي دعم جوي من الخرطوم. ومنعت قواتنا طائرة حكومية من الهبوط في المطار الذي يقع في مرمى مدفعية الحركة الشعبية". ونفى صحة اعلان الحكومة استعادة المدينة الاستراتيجية من قواته التي دخلتها ليل الاربعاء - الخميس بعد نقل عدد كبير من أفراد الحركة الى المدينة خلال الاسابيع الماضية باعتبار انهم سلموا انفسهم الى الجيش السوداني. وامتنع عرمان لليوم الثاني على التوالي عن تحديد عدد ضحايا القتال من جانب الحركة او الحكومة او بين السكان المدنيين واكتفى بالقول ان عملية حصر الضحايا مستمرة. وأعلن ان قوات قرنق شنت هجوماً أمس على مدينة غوغريال التي تبعد 120 كيلومتراً عن واو. الحكومة الانتقالية من جهة اخرى قال المهدي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الامة الذي بدأ جلساته مساء أمس في مدينة اسمرا تحت شعار "معاً في المواجهة من أجل التحرير والوحدة وبناء المستقبل" ان الفترة الانتقالية التي حدد التجمع الوطني الديموقراطي مدتها بأربع سنوات بعد اسقاط النظام يجب ان "تبدأ الآن" وتعمل على "مراجعة الميثاق الوطني والاتفاق على الوضع الدستوري الانتقالي لتحديد السلطات والاتفاق على الاصلاح الاقتصادي". وأوضح المهدي في كلمته ان "وضع التجمع الحالي غير سليم ويرسل اشارات مزعجة وينبغي ان يراجع على أساس يوحد القوات المسلحة المعارضة ويحقق فاعليتها وانضباطها وتوازنها لتكون صالحة للتحرير ونواة لقوات المستقبل". وأشار ايضاً الى ان الفترة الانتقالية يجب ان تضبط الاوضاع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لأنها "عنوان البديل الذي نعد به البلاد". وطرح المهدي تسعة محاور ل "مشروع تحرير السودان وبنائه" تناولت تحديد الصفة التعددية للبلاد، واتفاق السلام، والتنمية والديموقراطية "المستدامة"، والعلاقات الخارجية، ووسائل تحرير السودان التي حددها في الانتفاضة الشعبية، وتأييد مبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد مع المطالبة بتوسيعها باضافة مسألة الحكم الى برنامجها وشمولها دولاً عربية واسلامية وافريقية حدد منها مصر وتناولت المحاور الثلاثة الباقية الفترة الانتقالية، وتنظيم حزب الامة، والتحالفات. ودعا الى تشكيل تنظيم جديد لحزب الامة في الخارج "يحافظ على المواقع المكتسبة وتحقيق الديموقراطية ويسمح بوجود جهاز استثنائي يتعامل مع مهمات التحرير". وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يستمر حتى الاثنين المقبل الامين العام ل "الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة" الحاكمة في أريتريا السيد الامين محمد سعيد وأعضاء في السلك الديبلوماسي في اسمرا وممثلون لقوى المعارضة السودانية. وتحدث في المؤتمر الامين العام لحزب الامة الدكتور عمر نور الدائم داعياً الى عدم الزج بالعمل المعارض في معارك جانبية ومراجعة قرارات مؤتمر الحزب السابق الذي عقد في القاهرة. واعتبر ان "الوزن الجماهيري لحزب الأمة يفرض عليه لعب دور محوري في عملية الخلاص من المأساة التي حلت بالشعب السوداني". وناشد المغتربين "دعم الجهد الوطني مادياً ومعنوياً". وشدد على ضرورة "وحدة الحزب والوقوف خلف خطه المعلن". وتحدث عن مهمات "الفترة الانتقالية الاستثنائية"، داعياً الى "منع الاختراق والتعبئة المرشدة وعدم جر الحزب والمعارضة الى معارك جانبية تبدد الطاقات وتمنح النظام فرصة لا يستحقها". توحيد قوات المعارضة وتحدث في المؤتمر ايضاً الامين العام للتجمع الوطني عضو مكتب قيادة حزب الامة السيد مبارك المهدي مشدداً على ضرورة "توحيد العمل العسكري للمعارضة بصورة كاملة ليصبح اساساً لبناء جيش قومي". وعرض انجازات التجمع في الفترة الماضية وحذر من "التعصب الحزبي وضيق الاطر التنظيمية الذي أعاق توسيع المشاركة في التجمع على رغم تأييد غالبية السودانيين له". وشدد على "ضرورة اغلاق الباب نهائياً امام طرح النظام لحلول جزئية وثنائية يسعى من خلالها الى كسب الوقت وتفتيت قوى المعارضة".