نفت الحكومة السودانية أمس سقوط مدينة واو الاستراتيجية، ثاني أكبر مدن جنوب السودان، في أيدي قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يتزعمه العقيد جون قرنق. لكنها أكدت تعرضها ومدينة أويل لهجمات. وتزامن التصعيد العسكري في الجنوب مع تصعيد على الجبهة الشرقية، اذ أعلنت المعارضة السودانية عن عمليات عسكرية حول مدينة كسلا. وفي الخرطوم، نفى وزير الاعلام الطيب إبراهيم محمد خير في تصريح إلى "الحياة" أمس ما أعلنه "الجيش الشعبي" عن سقوط مدن واو وقوقريال واويل. وقال إن "قوقريال بعيدة عن أي أحداث عسكرية ولم يقترب منها الخوارح ... أما مدينتا واو وأويل فقد تعرضتا لهجوم، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من ردهم وسيطرت تماماً على الوضع هناك". وأضاف ان بعض العائدين من أنصار القائد السابق كاربينو كوانين شاركوا في الهجوم إلى جانب مجموعات من أعضاء حركة قرنق وبعض أفراد الشرطة في المدينة. وأوضح ان عدد الذين شاركوا في الهجوم من أنصار كاربينو لم يتجاوز 600 مقاتل من بين ثمانية آلاف من العائدين لم يشاركوا في الهجوم. ورفض وزير الاعلام التعليق على معلومات عن انضمام كاربينو كوانين ونائبه فاوستينو إلى مجموعة العقيد قرنق. وقال إن التعليق على هذا الموضوع سابق لأوانه. إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني البرلمان السوداني الفريق محمد عبدالله عويضة، هدوء الأحوال في منطقة بحر الغزال التي غادرها أمس. وقال: "قضيت يوم العيد الأول مع الجنود والمرابطين في مدينة واو وهبطت طائرتنا وأقلعت في سلام وأمان، وحركة الملاحة الجوية تسير كالمعتاد". وأكد ان القوات المسلحة تمكنت من احتواء الهجوم و"عودة الأمور إلى طبيعتها". قرنق وفي نيروبي، أكدت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" مجدداً سيطرتها على واو. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" في نيروبي الدكتور جاستن اروب ياك في مؤتمر صحافي أمس، أن قوات قرنق سيطرت أيضاً على نهاية خط السكة الحديد الذي يربط بين جنوب السودان وبين الخرطوم، إضافة إلى مطار واو ومواقع أخرى في المدينة. الجبهة الشرقية إلى ذلك، صعدت المعارضة السودانية عملياتها العسكرية في شرق السودان، وذكرت القيادة العسكرية المشتركة ل "التجمع الوطني الديموقراطي" في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه في لندن أمس: "ان مجموعات من القوات الخاصة لجيش الأمة للتحرير التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للتجمع الوطني نصبت مكمناً الاثنين الماضي في منطقة صرصور وسروب ياي ضد القوات الحكومية في جنوب شرقي مدينة كسلا". وفي الإطار نفسه، أعلنت "قوات التحالف السودانية" المعارضة في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه في أديس أبابا عن عملية نفذتها الأربعاء الماضي في معسكر اللفة جنوب شرقي كسلا. وقالت إنها قتلت عشرة أفراد من القوات الحكومية. وأشارت إلى مكمن نصبته في اليوم التالي للقوات الحكومية في منطقة ود عميري 20 كلم شرق كسلا و"تمكنت من جرح وأسر عدد من أفراد القوة الحكومية".