شكك رئيس مجلس الجنوب السوداني الدكتور رياك مشار في دور القيادي الجنوبي كاربينو كوانين في هجوم قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على مواقع حكومية في مدينة واو ثاني أكبر مدن الجنوب. ورفض مشار تأكيد مشاركة كوانين في الهجوم أو نفي ذلك لكنه اعتبر ان "ظهوره هو الطريقة الوحيدة لتأكيد مشاركته في الهجوم". وكانت "الحركة الشعبية" التي يقودها العقيد جون قرنق أكدت ان كوانين مؤسس الحركة الذي وقع أخيراً اتفاق سلام مع الحكومة عاد الى صفوفها وقاد الهجوم على واو الذي انتهى باجلاء المتمردين منها قبل يومين. واستنكر مشار "محاولة الاستيلاء على واو" في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم واعتبر ان منفذي العملية "تستروا بالعائدين من حركة التمرد وتواروا خلف النساء والأطفال"، مشيراً الى ان الأوضاع "عادت الى طبيعتها في مدن واو وأويل وغوغريال خلافاً لما أورده بعض اجهزة الاعلام العالمية من ان القتال لا زال محتدماً في تلك المناطق". ورفض مساعد الرئيس السوداني ادانة كوانين أو تبرئته على رغم اشتراك قواته في الهجوم على مدينة واو. وأكد مشار ان "ظهور كاربينو وحده الذي سيبين ضلوعه في الحادث الغادر". ولاحظ ان "مشاركة عدد من جنود كوانين في الاعتداء على المدينة ربما تمت من دون موافقته". وعلى رغم ان مشار قال ان مكان كوانين لا يزال مجهولاً بالنسبة الى السلطات الحكومية، الا انه أكد انه "لا يزال على قيد الحياة". وتكهن بأن يكون معتقلاً في سجون قوات قرنق.. وفي شأن امكان انضمام كوانين الى جانب قرنق قال مشار ان "معرفة كوانين بتسلط قرنق والعداء المستحكم بينهما يقلل من هذا الاحتمال". وأكد انه "لا توجد صراعات شخصية بيني وكاربينو" الذي عينته الحكومة أخيراً نائباً لرئيس مجلس النواب. ورفض القول بأن كوانين "غاضب لعدم حصوله على منصب كان يرغب فيه"، مشيراً الى ان القائد الجنوبي "قنع بمنصب نائب رئيس مجلس التنسيق ومارس مهام منصبه وكان في طريقه الى تسلم حقيبة رئيس هيئة الأركان لقوات دفاع السودان"، وهي القوات الموحدة للعائدين من صفوف التمرد. وكان الناطق باسم "الحركة الشعبية" في القاهرة دانيال كودي أكد أول من أمس انضمام كوانين الى جانب قرنق وان الهجوم على واو "تم في اطار خطة أعدت بإحكام منذ أربعة أشهر بين قيادة الحركة والقائد كوانين". وأشار الى ان كوانين الذي أسس الحركة في عام 1983 وسجنه قرنق لمدة أربع سنوات "طلب مساعدة من الخرطوم لشن هجوم على الحركة واستخدم امدادات حكومية تلقاها في الهجوم على واو. روايات الجرحى الى ذلك كشف جرحى الهجوم على مدينة واو تفاصيل جديدة عن العملية التي جرت في اليوم الأخير من شهر رمضان في تصريحات نشرتها صحيفة "الرأي العام" المستقلة الصادرة في الخرطوم أمس وقالوا ان القوات المهاجمة استولت على مقر قيادة القوات الحكومية ومنزل القائد لساعات عدة بقوة يقودها الرائد جاموس نائب كوانين، مستخدمين في ذلك المدفعية الثقيلة والمدافع. وأوضحوا ان قصفاً مكثفاً بالراجمات من اتجاهات عدة سبق الهجوم على الحامية. وقال جندي حكومي ان سكان المنطقة العسكرية في واو أخلوا منازلهم قبل بضع ساعات من بدء الهجوم وانهم أبلغوا السلطات بأن قوات كوانين ستقصف المدينة الأمر الذي حصل فعلاً. وأشارت مصادر حكومية الى ان المنظمات الطوعية الاجنبية العاملة في المدينة اجلت موظفيها من واو قبل بضعة أيام من الهجوم، ملمحة الى ان الهجوم على المدينة كان معروفاً لدى جهات اجنبية.