باريس - أ ف ب - يشهد حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا بوادر انتفاضة على زعيمه المثير للجدل جان ماري لوبن. وظهر ذلك الى العلن أول من أمس السبت عندما جرت مواجهات حادة بين أنصار لوبن وأنصار منافسه الرئيسي والرجل الثاني في الحزب برونو ميغريه، واندلعت المواجهات بعد اجراءات طرد نفذها لوبن واتهم على اثرها بالقيام بحملة تطهير قبل اشهر من الانتخابات الاوروبية. والخلاف بين الرجلين يتمحور حول مسألة تزعم لائحة "الجبهة الوطنية" في الانتخابات الاوروبية. وتحول الى مواجهة خلال اجتماع للمجلس الوطني وهو بمثابة "برلمان الحزب"، بعدما طرد لوبن اثنين من المقربين من ميغريه من القاعة. وعلق لوبن، الذي أسس الجبهة قبل خمسة وعشرين عاما، اعمال المجلس الذي يعقد مرتين او ثلاثا كل سنة، وعقد اجتماعا فورياً للمكتب السياسي لايجاد حل للازمة، في حين يفترض ان يستعد الحزب للانتخابات الاوروبية صيف 1999. والشخصان المطرودان هما: هوبير فايار، المساعد الاول لكاترين ميغريه رئيسة بلدية فيترول وزوجة الرجل الثاني في الجبهة، وناتالي ديباي التي تعمل في مكتب برونو ميغريه وتشغل عضوية اللجنة المركزية للحزب. وأوضح الاثنان ان عضويتهما في الحزب علقت وانه لم يعد مسموحا لهما المشاركة في اعمال المجلس. وكانا سرحا قبل ايام بحجة "أسباب اقتصادية" من عملهما في مقر الحزب في ضاحية سان كلو الباريسية. وقالا ان عضويتهما في المجلس علقت لانهما احتجا علناً او كتابة على اجراء فصلهما. ولمحا الى انهما كانا ضحية عملية تطهير بدأها لوبن في صفوف الحزب مستهدفاً كل اصدقاء برونو ميغريه ومعاونيه. ويشتبه زعيم "الجبهة الوطنية" في ان الاخير يسعى الى السيطرة على الحركة وبانه زرع مؤيدين له في مختلف هيئات الحزب. وأثار طرد مساعدي ميغريه صخباً في أوساط حوالى اربعمئة من المندوبين والنواب الاوروبيين او المحليين ومسؤولي المناطق و"بعض الشخصيات التي عينت بسبب كفاءتها او الخدمات التي قدمتها". وكان يمكن سماع هذا الضجيج خارج المبنى في حين كان انصار ميغريه وخصومه يتعاقبون امام الصحافيين المحتشدين في الخارج ليعلن كل منهم دعمه لوبن او ميغريه. وعلقت اعمال المجلس بعد حوالى الساعة وعقد اجتماع للمكتب السياسي الذي يضم اربعين عضوا. وكان جان ايف غالو، وهو احد اعضاء المكتب السياسي المقربين من ميغريه، أعرب في بداية اللقاء عن امله في ان يتمكن المجلس الوطني من "تحقيق وحدة الحركة التي يجب ان تتم عبر لائحة لوبن - ميغريه". واقترح ميغريه ترؤس لائحة الجبهة الوطنية الى الانتخابات الاوروبية في وقت يخشى فيه عدم انتخاب لوبن. لكن رئيس الحزب رفض الاقتراح على الفور وعرض ان تحل بدلا منه زوجته جاني. ثم عاد فخاض الحملة الانتخابية بعدما قدم استئنافا لقرار يمنع انتخابه لمدة عام في قضية عنف ضد مسؤولة اشتراكية.