تبدأ مارين لوبن ولاية ثالثة رئيسةً لحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف في فرنسا، والذي ستقترح اسماً جديداً له، بعد انتخابها أمس بنسبة 100 في المئة، في اقتراع بالمراسلة. وقرر الحزب رسمياً تجريد والدها جان ماري لوبن من لقب «الرئيس الفخري». وقالت لوبن قبل انعقاد المؤتمر إن «الجبهة الوطنية باتت راشدة»، معتبرة أنه تطور من «حزب شاب يستند إلى الاحتجاج ثم المعارضة، إلى حزب مهيأ للحكم». وهي تسعى إلى إعادة تنظيمه، تمهيداً للانتخابات الأوروبية العام المقبل، التي تترقب نصراً للشعبويين فيها، كما حصل في إيطاليا أخيراً. وألقى ستيف بانون، وهو مستشار سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب يمثل اليمين الأميركي الأكثر تشدداً، كلمة في افتتاح مؤتمر الحزب، ورد فيها: «التاريخ إلى جانبنا، وسيقودنا من نصر إلى آخر». وخاطب الحضور قائلاً: «فليسمّوكم عنصريين، كارهي أجانب، ليكنْ ذلك وساماً على صدوركم، لأننا نزداد قوة يوماً بعد يوم، وهم يزدادون ضعفاً». كما دعا إلى «اتباع نهج أنصار حركة خمس نجوم وحزب الرابطة» الشعبويَين اللذين تصدرا الانتخابات التشريعية الإيطالية الأسبوع الماضي. ورحب نائب رئيسة الجبهة، لوي آليو، ببانون إذ رأى أنه «يجسد رفض هيئات الحكم، ومن أسوأ رموزها الاتحاد الأوروبي، ويفهم إرادة الشعوب في استعادة الإمساك بمصيرها». في المقابل، سخر قيادي في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من حضور بانون «ملك الأخبار الزائفة و(مزاعم) تفوّق البيض»، ورأى أن الجبهة الوطنية قد تغيّر «اسمها، ولكن لا خطها السياسي». وانتخب المؤتمر هيئة قيادية جديدة، وأعلن أسماء 100 عضو في المجلس الأعلى، وقرر رسمياً تجريد جان ماري لوبن من لقب «الرئيس الفخري» الذي يحمله، بعدما كان طرده منه. وكانت مارين أقصت والدها عام 2015 عن زعامة الحزب الذي رأسه 39 عاماً، ما أثار معركة قضائية طويلة بينهما. وتراجع الأب عن حضور المؤتمر، بعدما كان هدد باللجوء إلى «القانون»، لكن قيادة «الجبهة الوطنية» حذرته من منعه بالقوة من الدخول. وأظهر استطلاع رأي أعدّه أخيراً معهد «إيفوب» لحساب أسبوعية «لو جورنال دو ديمانش» تأييد 39 في المئة من الفرنسيين ترشح مارين لوبن لانتخابات الرئاسة المقبلة، بتراجع نقطتين عن أيلول (سبتمبر) 2017، في مقابل معارضة 61 في المئة. كما يواجه الحزب ملفات قضائية، إذ اتُهمت لوبن رسمياً في حزيران (يونيو) الماضي ب «استغلال الثقة»، في تحقيق حول شبهات بوظائف وهمية لمساعدي نواب أوروبيين، تصل غرامتها إلى 7 بليون دولار. وشهدت مارين انسحاب أعضاء من حزبها، بينهم ابنة شقيقها ماريون ماريشال لوبن التي كانت تحظى بشعبية في الحزب، لكنها انسحبت من الحياة السياسية، قبل أن تظهر الشهر الماضي في اجتماع للمحافظين المتطرفين الأميركيين. وكان بانون أشاد بها واعتبرها «نجمة جديدة صاعدة في سماء اليمين القومي».