قتل شخصان وأصيب 22 بجروح في هجوم انتحاري شنته امرأة أمس الخميس في مدينة فان واستهدف حافلة عسكرية. وأعلن رئيس الوزراء المكلف باليم اريز استنكاره للحادث، وأبدى تفاؤله بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم مختلف الاحزاب بما فيها حزب "الفضيلة". وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" ان الهجوم الانتحاري في مدينة فان أسفر عن قتل المرأة التي شنته وتلميذ بعد نقله الى المستشفى. وتعتقد الدوائر الأمنية في أنقرة ان المرأة تنتمي الى حزب العمال الكردستاني. وقال حاكم المدينة عبدالقادر ساري ان 22 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح بينهم 14 عسكرياً، لكن حياتهم ليست في خطر. ووقع الهجوم صباحاً عندما فجرت امرأة عبوة ناسفة بنفسها قرب الحافلة التي تقل الجنود. وأدى الانفجار الى تحطم زجاج الابنية المجاورة. وفي 17 تشرين الثاني نوفمبر شنت ناشطة في حزب العمال الكردستاني هجوماً انتحارياً أوقع أربعة جرحى في هاكاري. وفي 1996 نفذت كرديات ثلاث عمليات انتحارية أوقعت عشرين قتيلاً وأعلن حزب العمال مسؤوليته عنها. وعلى الصعيد الأمني ايضاً، نقضت محكمة التمييز امس، بسبب خطأ اجرائي الاحكام بالاعدام التي صدرت في حق 33 متهماً في قضية مجزرة سيفاس شرق وسط حيث احرق 37 شخصاً أحياء في فندق أضرم فيه اسلاميون أصوليون النار في 1993. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" ان محكمة التمييز سلمت الملف الى محكمة أمن الدولة في انقرة التي مثل أمامها المتهمون. ومن المقرر استئناف المحاكمة في قضية مجزرة سيفاس في الأشهر المقبلة بعد قرار محكمة التمييز، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد. من جهته أبدى رئيس الوزراء المكلف ياليم أريز تفاؤله بتشكيل حكومة وحدة وطنية، على رغم معارضة عدد من الزعماء السياسيين تكليفه. وكان الرئيس سليمان ديميريل كلف وزير الصناعة المستقل تشكيل الحكومة، بعدما فشل بولند أجاويد في تشكيلها بسبب المعارضة الشديدة التي لقيها من زعيمة "الطريق القويم" تانسو تشيلر، والاسلاميين الذين استبعدهم، بضغط من الجيش، من محادثاته. ويواجه أريز الآن المأزق نفسه، على رغم انه سيسعى الى اعطاء حزب "الفضيلة" بعض الحقائب، فالجيش سيعترض بشدة على ذلك، وحزب "الفضيلة" لن يقبل بحقائب لا تناسب حجمه كأكبر كتلة برلمانية، وان كان لم يتخذ موقفاً سلبياً حتى الآن. ولا يحظى أريز أيضاً بتأييد تشيلر التي تكن له العداء، لأنه استقال من حزبها، احتجاجاً على تحالفها مع الاسلاميين، وانضم الى حكومة مسعود يلماز. يذكر ان أمام اريز اسبوعين ليتقدم بحكومته الى البرلمان، واذا لم يستطع تشكيلها، أو لم ينل الثقة سيشكل ديميريل نفسه حكومة تصريف أعمال برئاسته لكي تشرف على الانتخابات في 18 نيسان ابريل المقبل. والواقع ان حزب "الفضيلة" وحزب "الطريق القويم" يفضلان حكومة تصريف أعمال في الوقت الراهن، وربما وقفا في وجه أريز لكي يصل ديميريل الى هذه النتيجة.