انقرة - "الحياة"، رويترز- كثف الرئيس التركي سليمان ديميريل مشاوراته أمس الخميس لاختيار رئيس وزراء جديد يكلفه تشكيل الحكومة بعد سقوط حكومة الاقلية التي كان يرأسها مسعود يلماز. وكان رئيس الوزراء التركي قدم استقالته الى ديميريل اول من امس بعد سقوط حكومته في تصويت على الثقة في البرلمان الذي وجه اليها اللوم واتهمها بالفساد. واعلن مكتب الرئيس التركي انه اجتمع مساء مع كل من رئيسة الوزراء السابقة تانسو تشيلر زعيمة حزب "الطريق القويم" وبولنت اجاويد زعيم الحزب الديموقراطي اليساري. وعملاً بالاصول البروتوكولية، اجتمع ديميريل مساء اول من امس مع زعيم حزب "الفضيلة" الاسلامي رجائي قطان الذي يقضي التقليد ان تسند اليه مهمة تشكيل الحكومة، كون حزبه يشكل الكتلة الاكبر في البرلمان. لكن مراقبين في انقرة اعربوا عن اعتقادهم ان ديميريل مستعد للخروج عن التقليد اذا تمكن من ايجاد تحالف بين تشيلر واجاويد وهو أمر مستبعد نظرا الى التزام زعيمة "الطريق القويم" بتحالف غير معلن مع الاسلاميين طمعاً في تجيير اصواتهم لها في الاستحقاق الانتخابي المرتقب. وسيبقى يلماز في منصبه حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي توقع مراقبون ان تعترضه صعوبات بسبب الخلافات القائمة بين جنرالات الجيش العلمانيين وقادة "الفضيلة" اضافة الى الخلافات الشخصية بين زعماء الاحزاب. ويتوقع ان يؤدي ذلك إلى تعطيل الاصلاحات الاقتصادية وتوجيه ضربة الى مساعي تركيا في مواجهة الحملة السياسية التي يقودها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان الموجود في ايطاليا. وكان الرئيس التركي تعهد الا يعرض البلاد الى فراغ سياسي. وقال بعد ساعات من سقوط يلماز: "سأتشاور مع كل الاحزاب الممثلة في البرلمان. وبعد المشاورات سأدرس فرص تشكيل الحكومة الجديدة". وقال مكتب الرئيس انه سيجتمع اليوم مع دنيز بايكال زعيم الحزب اليساري وزعماء الاحزاب الاخرى.