باريس، روما - أ ف ب، رويترز - شككت ايطاليا مجدداً بجدوى عملية "ثعلب الصحراء" ضد العراق، فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أن التهديد العراقي لم يعد كما كان قبل العملية خلافاً لما تقوله الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وذكر ان رئيس "أونسكوم" ريتشارد بتلر يميل إلى اعتبار نفسه مجلس الأمن. وقال فيدرين خلال جلسة اجتماع عقدت الثلثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجمعية الوطنية، نشر تقريرها أمس ان "سبع سنوات من مراقبة تسليح العراق دمرت من الأسلحة أكثر مما حصل خلال حرب الخليج، وتضاف إليها الآن عواقب الضربات الأميركية - البريطانية. وبناء عليه لا يمكننا القول على غرار الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان التهديد العراقي هو نفسه". وزاد: "لم يعط الأميركيون أو البريطانيون حتى الآن أي حصيلة للضربات التي لا يبدو أنها كانت كارثية وبما أن الوضع تغير ترى فرنسا ان من حق مجلس الأمن ان يقرر هل بات من الأفضل الانتقال إلى المراقبة المستمرة لأسلحة الدمار الشامل". وانتقد كون الولاياتالمتحدة وبريطانيا "لا تلاحظان إلا الطابع القسري للاقتراح الفرنسي في شأن المراقبة المستمرة" لبرامج التسلح. وأوضح ان "مثل هذه المراقبة يجب ان يسمح بكشف أي محاولة عراقية لإعادة التسلح لن تؤدي إلى رفع كل العقوبات كتلك المتعلقة بالسجناء أو التعويض، بل ستشمل الحظر النفطي في شكل خاص والمتعلق بإزالة أسلحة الدمار الشامل". وأقر فيدرين بأنه إذا أثار القرار الأميركي بضرب العراق التساؤل عن مدى فعاليته "لا نستطيع القول إن تصرفهم افتقد إلى أساس قانوني". وذكّر بأن "القرار 1154 ينص على ان أي انتهاك جديد من العراق ستكون عواقبه وخيمة". وقال إن فرنسا "دانت المعاملة التي تلقتها الأممالمتحدة خلال هذه الأزمة". وختم فيدرين: "الولاياتالمتحدة استبقت قرارات مجلس الأمن، ومن جهة أخرى، يميل بتلر إلى ان يعتبر نفسه مجلس الأمن، وهو الهيئة الوحيدة المخولة اتخاذ القرارات في شأن الخطوات الواجب اتخاذها بناء على تقارير أونسكوم". وانتقد وزراء دفاع وخارجية فرنسيون سابقون انتهاج باريس موقفاً ليناً ازاء الضربات الأميركية - البريطانية للعراق. والتي كانت فرنسا الدولة الوحيدة التي لم تؤيدها أو تدينها بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين. وانتقد ثلاثة وزراء سابقين على الأقل واشنطن بشدة، وهاجموا سياسة باريس خلال الاجتماع المغلق مع فيدرين. وعرض فيدرين في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "ليبراسيون" اقتراحات باريس لوضع نظام جديد للرقابة على التسلح العراقي، واتهم واشنطن بانتهاج سياسات متناقضة ازاء العراق. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما مجدداً "شكوك" بلاده حيال "جدوى العملية العسكرية" في العراق. وأوضح في مؤتمر صحافي في روما ان "هناك عدداً كبيراً من القتلى ولا يزال صدام حسين موجوداً" في السلطة.