دعت روسيا الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة تقرير اللجنة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان رئيس اللجنة ريتشارد بتلر "تجاوز صلاحياته في شكل فظ"، فيما عبّرت فرنسا أمس عن خشيتها من عدم وجود امكانية مستمرة لتجنيب العراق الضربة العسكرية. لكنها انتقدت قرار سحب الخبراء العاملين في "اونسكوم" من دون استشارات مسبقة في اطار مجلس الأمن. ووصف ايفانوف الموجود في مدريد قرار سحب خبراء "اونسكوم" من العراق بأنه "عمل يؤدي الى تعقيد وتصعيد التوتر"، مشدداً على انه يتناقض مع صلاحيات بتلر. وزاد ان روسيا ستطرح هذا الموضوع في مجلس الأمن الذي دعت الى عقد اجتماع له في صورة عاجلة لمناقشة تقرير اللجنة الخاصة وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وصفه ايفانوف بأنه "اعد بروح ايجابية عموما". وحض وزير الخارجية الروسي على ضبط النفس وتقويم الوضع في صورة واقعية، وتحديد الخطوات اللازمة لمواصلة عمل اللجنة، لافتاً الى ان هذا هو "السبيل الوحيد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن". وفي اشارة الى استياء موسكو من رئيس اللجنة قال ايفانوف: "نرى ان بتلر اذا لم يكن قادراً على اداء مهمته فينبغي ان ننظر في ما اذا كان مناسباً لمنصبه". لكنه اضاف ان اللجنة يجب ان تواصل عملها. وقال ان القيادة العراقية اكدت استعدادها للتعاون، وشدد على ان "هذا سيكون موقف روسيا في مجلس الأمن". في باريس، قال الوزير الفرنسي للعلاقات مع البرلمان دانيال فاييان ان اجتماعاً مصغراً عقد امس ضم الرئيس جاك شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزيري الخارجية هوبير فيدرين والدفاع آلان ريشار، وتخلله تبادل وجهات النظر حول العراق، على هامش الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفرنسية. وتابع: "نحن الآن في مرحلة الانذار بوقوع ازمة جديدة ونخشى ان يكون ما سعت فرنسا الى تجنبه منذ البداية، وما لم تجنبه بالفعل، لا يمكن ان يستمر أبديا". واستدرك ان السلطات الفرنسية ترى ان من الضروري "بذل كل ما هو ممكن للحؤول دون ان يؤدي التأزم المستجدّ الى ما ترغب فرنسا في تجنبه بأي ثمن". وأعلن ناطق باسم الخارجية الفرنسية، ان فرنسا اخذت علماً بالتقرير الذي اعده بتلر حول تعاون العراق مع مفتشي اللجنة، وبالرسالة الصادرة عن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد برادعي، ولاحظت ان تقرير بتلر جاء سلبياً في حين ان رسالة برادعي ايجابية. ولفت الى ان مضمون تقرير بتلر والتساؤل الذي يطرحه "ينبغي ان يكون موضع بحث معمّق لدى مجلس الأمن، الذي سيتولى تقويمه خلال الساعات المقبلة في ضوء توصيات الأمين العام للأمم المتحدة" كوفي انان. وأوضح ان المجلس "سيقرر عندها طبيعة الخطوة التي تترتب" على تقرير بتلر ورسالة برادعي "خصوصاً في ما يتعلق ببدء المراجعة الشاملة المقترحة من قبل الأمين العام منذ آب اغسطس الماضي". وذكر ان فيدرين سيجري اتصالاً هاتفياً بأنان لبحث الأمر معه، خصوصاً ان سحب خبراء "اونسكوم" من العراق لم تسبقه مشاورات في اطار مجلس الأمن، مثلما يجري عادة ومثلما ترغب فرنسا. وهل ينبغي ان يسبق الضربة العسكرية قرار يصدره المجلس اجاب الناطق ان الموضوع اصبح بين ايدي اعضاء المجلس، الذي يبحث الوضع ويخرج بالاستنتاجات اللازمة.