ازدادت أمس احتمالات توجيه ضربة عسكرية للعراق الذي رفض قرار مجلس الأمن الذي دعاه الى معاودة التعاون فوراً مع اللجنة الخاصة المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل "أونسكوم". واكدت وزارة الدفاع الاميركية ان بغداد بدأت بتوزيع قطعاتها العسكرية استعداداً لاحتمال ضربة عسكرية تقوم بها الولاياتالمتحدة، فيما بثت شبكة "ان.بي.سي" التلفزيونية الاميركية ان هذه الضربة قد توجه اعتباراً من الاسبوع المقبل. ودعا الرئيس بيل كلينتون العراق الى الرضوخ فوراً للقرارات الدولية، بعدما أنهى وزير دفاعه وليام كوهين جولة "مثمرة تماماً" على المنطقة وانتقل الى باريس التي تشهد اليوم اجتماعاً ثلاثياً اميركياً - فرنسياً - بريطانياً يركز على الأزمة مع العراق. كما قررت بريطانيا ايفاد وزير الخارجية روبن كوك في جولة خليجية. راجع ص4 ويضم هذا الاجتماع الذي يعقد في قصر الإليزيه مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر والمستشارين السياسيين لكل من الرئيس الفرنسي جان - ديفيد ليفيت ورئيس الحكومة البريطانية جون هولمز. وقال مصدر فرنسي مطّلع لپ"الحياة" إن الاجتماع يشكّل نوعا من المتابعة للاتصالين الهاتفيين اللذين كان الرئيس جاك شيراك اجراهما الاربعاء الماضي مع نظيره الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزرراء البريطاني توني بلير، وجرى التركيز فيهما على العراق. وعمّا اذا كان اجتماع المستشارين قد يسفر عن اتفاق على خطوة ملموسة حيال العراق، قال المصدر ان هذا الاجتماع يندرج في سياق سلسلة اجتماعات من النوع نفسه تعقد بانتظام في واشنطن أو لندن أو أي بلد آخر. وأضاف انه قبل التفكير بما يمكن اتخاذه من خطى ملموسة ينبغي التريث لمعرفة ردة الفعل العراقي على قرار مجلس الامن، ومدى استعداد بغداد للتجاوب معه. وفي واشنطن، أعلن الرئيس كلينتون مساء الخميس بعد ان أصدر مجلس الأمن قراره الجديد ان العراق "تجاوز بكثير الوقت المسموح" لتحدي الارادة الدولية. وأضاف: "المسؤولية تقع على العراق في العودة الى الرضوخ وتلبية التزاماته فوراً". الى ذلك رفض الناطق باسم وزارة الدفاع مايكل دوبلداي اعطاء تفاصيل الاستعدادات العراقية، لكنه وصفها بأنها مشابهة لتوزيع القوات العراقية في الأزمات الماضية. وكانت وزارة الدفاع الأميركية وصفت ردود الفعل العراقية على احتمال تلقي ضربة اميركية بانها شملت التنقل الدائم لمواقع بطاريات الصواريخ المضادة للجو واعادة نشر المقاتلات وتفريق الوحدات العسكرية الثقيلة، اي الدروع والمدفعية ومراكز القيادة. وتأتي التطورات في المرحلة الأخيرة من جولة كوهين التي وصفها ناطق باسم البيت الأبيض بأنها "مثمرة تماماً". وشملت الجولة عددا من دول الخليج للحصول على تأييدها لضربة جوية للعراق رداً على قرار وقف التعاون مع "اونسكوم". فيما قال ناطق باسم وزارة الدفاع ان هناك قوة أميركية كبيرة في المنطقة لكن الادارة حددت بالفعل الوحدات الاضافية التي يمكن نشرها بسرعة في المنطقة عند الضرورة. ورفض ناطق باسم البيت الأبيض التعليق على تقارير بأن عددا من دول الخليج وافق على استعمال اجوائه وقواعد جوية ضمن اراضيه لتوجيه الضربة الممكنة الى العراق الا انه قال ان محادثات كوهين كانت "مثمرة تماما مع العديد من دول المنطقة ونعتقد تبعا لذلك اننا سنحصل على المساندة المطلوبة لأي طريق علينا ان نسلك". واعلن البيت الأبيض ان الوزير والمستشار سيعودان الى واشنطن الأحد لاطلاع الرئيس على نتيجة جهودهما. وقال ناطق رئاسي ان كلينتون "سيقوّم الوضع وقتها وسنتحرك بأكثر ما يمكن من الفاعلية للتعامل مع الوضع".