عمان، القاهرة، "الحياة" - أ ف ب، رويترز - رأى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ان قمة واشنطن المقررة غدا بينه وبين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "يمكن ان تنجح". وفي تصريحات صحافية عقب محادثات اجراها في عمان امس الاربعاء مع نائب الملك ولي عهد الاردن الامير الحسن بن طلال، قال نتانياهو "اذا كان الفلسطينيون مستعدين لتنفيذ التزاماتهم في كل المجالات، خصوصاً في المجال الامني، فيمكن للقمة ان تنجح". وبين ان اسرائيل "مستعدة لتنفيذ التزاماتها اذ ان السلام من مصلحة الجميع". يشار الى ان قمة واي بلانتيشن ستجمع اعتباراً من اليوم وحتى الاحد كلاً من نتانياهو وعرفات تحت رعاية الرئيس بيل كلينتون من اجل التوصل الى اتفاق بشأن الانسحاب الاسرائيلي من 13 فى المئة من مساحة الضفة الغربية. وقال نتانياهو "نحن لا نطالب بأي شيء لا يستند الى المنطق ومبادئ السلام الحقيقي،الذي ننشده لنا ولجيراننا الفلسطينيين". وتنصل رئيس وزراء اسرائيل من تصريح نسبه اليه اول من امس بيان صدر عن مكتبه يعلن فيه انه لا يمكن حالياً عقد اي اتفاق مع الفلسطينيين وذلك عقب مقتل اسرائيلي واصابة آخر بجروح بالغة برصاص مجهولين بالقرب من القدس. وجاء في البيان امس "لن يتم عقد اي اتفاق ما دام الفلسطينيون لا يحترمون التزاماتهم الامنية، وفي ضوء هذا الواقع المحبط لا توجد حالياً اي فرصة لتوقيع اتفاق". وردا على سؤال في هذا الشأن اكتفى نتانياهو بالقول "انا لم أقل ذلك". وتابع: "انا على قناعة بأن من مصلحة الفلسطينيين العميقة ضمان ان لا يتجذر الارهاب اذ انه يهدد حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني بقدر ما يهددنا". واكد نتانياهو ان ولي عهد الاردن، "يرغب في المساعدة" لإخراج عملية السلام من الطريق المسدودة التي وصلت اليها قبل 19 شهراً. لكنه لفت الى ان الاردن "لا يفرض اي ضغوط" على اسرائيل. وهي اول زيارة يقوم بها نتانياهو الى الاردن منذ آب اغسطس 1997. وكان التقى الملك حسين في لندن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وجاءت زيارة نتانياهو الى عمان عشية القمة الفلسطينية - الاسرائيلية المفتوحة فى واي بلانتيشن قرب واشنطن، وبعد يومين من زيارة قام بها الى الاردن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي اعرب عن الامل في ان تفضي القمة الى "نتائج ملموسة". وقال مسؤول اردني رفيع المستوى شارك في محادثات امس ان "رسالة الامير الحسن الى نتانياهو كانت واضحة جداً: نحن بحاجة الى اختراق لأن المنطقة لم تعد تحتمل هذا الوضع من الجمود". وتوجه الرئيس الفلسطيني امس الى الولاياتالمتحدة عبر العاصمة البريطانية لندن من دون ان يعرج على القاهرة، كما كان مقرراً منذ ايام، مكتفياً بزيارة الاردن ولقاء ولي العهد الامير الحسن وهو ما أثار تساؤلات في الاوساط السياسية المصرية عن اسباب التغيير. ونفت مصادر ديبلوماسية فلسطينية ل "الحياة" ان يكون السبب وجود تباين في وجهتي النظر المصرية والفلسطينية بالنسبة الى المواضيع المطروحة على اللقاء المرتقب بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي، وقالت "التنسيق والتشاور مستمران بين الجانبين الفلسطيني والمصري، والقاهرة تدعم الخيارات الفلسطينية". وكان المستشار المصري الدكتور أسامة الباز قال منذ ايام ان للفلسطينيين كل الحق في واشنطن في رفض كل ما يتعارض مع مصالحهم او استقرار السلام، مشدداً على ان القاهرة لا تمارس اي ضغوط على الفلسطينيين. واضافت المصادر الفلسطينية ان الرئيس عرفات سيلتقي الرئيس حسني مبارك في اعقاب اجتماعات واشنطن، وان الاتصالات مستمرة بين الجانبين. في غضون ذلك طلب وزير الخارجية المصري عمرو موسى من السفير المصري لدى واشنطن أحمد ماهر السيد ان يكون على مقربة من المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية لتقديم العون القانوني والسياسي للمفاوضين الفلسطينيين والرئيس عرفات في حال طلبهم ذلك.