عقدت لجنة المفاوضات الفلسطينية اجتماعاً تقويمياً في غزة ليل السبت - الأحد. في حضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي يتوجه اليوم الى عمان في زيارة قصيرة لاطلاع نائب الملك ولي العهد الأردني الأمير حسن على نتائج المحادثات الأخيرة. وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات بأن المجتمعين راجعوا كل ملفات التفاوض تحضيراً لقمة واي بلانتيشن قرب واشنطن التي ستعقد الخميس المقبل، وقال: "لقد تم تحويل معظم الملفات الرئيسية الى مفاوضات واشنطن بما في ذلك، القضايا المعلقة من المرحلة الانتقالية، مثل المطار، والميناء، والممر الآمن، والأسرى". وصدرت أمس ردود فعل غاضبة عن الجانب الفلسطيني، على قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، تعيين ارييل شارون في منصب وزير الخارجية، وقال عريقات في هذا السياق ان تعيين شارون يراد منه توجيه رسالة واضحة من نتانياهو بأن المفاوضات على الحل النهائي لن تتم لأن شارون كان قد أوضح قبل عدة أشهر خريطته للحل النهائي، والتي تشمل انسحاب اسرائيل من ما مجموعه 42 في المئة من الأراضي، بعد استقطاع شريط أراض عمقه 20 كيلومتراً الى الغرب من نهر الأردن، على طول غور الأردن، وبين 7 إلى 10 كيلومترات على طول الخط الأخضر، بالاضافة الى الخطوط العرضية والالتفافية. ورأى عريقات، ان هذه النسبة ال 42 في المئة هي الآن مجموع مساحة إعادة الانتشار في المرحلة الأولى والثانية التي نتفاوض عليها. وأضاف ان نتانياهو "يريد القول من تعيين شارون، انه لن تكون هناك مفاوضات على الحل النهائي". وأبدى تشاؤماً إزاء التوصل الى حل مع هذه الحكومة، وقال: "حتى لو وصل نتانياهو الى اتفاق في واشنطن، فمن المشكوك فيه ان ينفذه". واعتبر ان تاريخ شارون "هو سجل حافل من المجازر التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني، من كفرقاسم الى مجزرة صبرا وشاتيلا"، وخلص الى انه "شخص غير مؤهل للحديث عن السلام. أو التفاوض على تحقيقه، ولا يجب أن نروج للوهم، لأن شارون غير قادر الا على ارتكاب المجازر. وهذا الشخص مدان من محاكم بسبب هذه الجرائم". على الصعيد نفسه، انتقد الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي بقوة تعيين شارون وزيراً للخارجية. واصفاً شارون ب "السفاح والقاتل المسؤول عن دماء شعبنا في مجزرة صبرا وشاتيلا"، مذكراً بأن المحكمة العليا في اسرائيل دانته، وتم طرده من وزارة الدفاع، بناء على هذه الادانة لمسؤوليته عن قتل 4 آلاف فلسطيني، وبأن نحو 500 ألف اسرائيلي تظاهروا ضده في العام 1982. ولكنه تساءل أخيراً، المهم الآن هل سيقوم شارون بتحمل مسؤوليته المبنية على مسؤولية حكومة اسرائيل الالتزام بعملية السلام؟ وأجاب على تساؤله: "إذا تصرف من هذا المنطلق، فسوف نفاوضه. وان رأى، ان تعيينه في هذا المنصب سيزيد في قدرة نتانياهو على المماطلة. وغادر عرفات ظهر أمس غزة متوجهاً الى رام الله حيث دعا مساء الى عقد الاجتماع الاسبوعي للقيادة الفلسطينية الموسعة فيها، فيما تقرر ان يقوم عرفات اليوم بزيارة قصيرة الى عمان، يلتقي خلالها ولي العهد الأمير الحسن، لوضعه في صورة المحادثات الأخيرة التي عقدت على حاجز ايريز بين اسرائيل وقطاع غزة. الى ذلك أ ف ب، أكد الاسرائيليون أمس ان لا شيء جاهزا بعد لقمة واي بلانتيشن، وقال مسؤول اسرائيلي لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه ان "القمم لا تنجح إلا إذا تم الإعداد لها جيداً - اذ يجب حل 90 في المئة من المسائل مسبقاً - وليس هذا ما أراه". وأضاف المسؤول الذي سيشارك في الوفد الاسرائيلي المفاوض "لا شيء جاهزا بالفعل، وهذا يشعرني بالتوتر". وأوضح المسؤول الاسرائيلي ان خلافات رئيسية لا تزال قائمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين سواء حول الأرض أو حول الأمن.