أجرى العاهل الأردني الملك حسين أمس محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك عشية الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي الى عمان بدعوة من الملك حسين. وقالت مصادر أردنية ان محادثات القاهرة تركزت على مصير عملية السلام في ضوء اللقاءات التي أجراها الرئيس الأميركي بيل كلينتون في واشنطن مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. ومعلوم ان هذه المحادثات لم تتوصل الى تحريك عملية السلام. وعقد الرئيس مبارك والعاهل الأردني جلستي محادثات الأولى ثنائية والثانية موسعة للبحث في الاجراءات التي يمكن اتخاذها لاخراج عملية السلام من المأزق الذي بلغته بعد فشل اجتماعات واشنطن. وشارك في جلسة المحادثات الموسعة من الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الإعلام صفوت الشريف ووزير الخارجية عمرو موسى ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي والمستشار السياسي الدكتور أسامة الباز8 ومن الجانب الأردني رئيس الوزراء عبدالسلام المجالي ورئيس الديوان الملكي عون الخصاونة. ووصف موسى زيارة العاهل الأردني بأن8 أهمية خاصة إذ تأتي في اعقاب اجتماعات واشنطن واستمرار الجمود في عملية السلام نتيجة للموقف الاسرائيلي. وأشار موسى الى المخاطر الناجمة عن الوضع الراهن على صعيد المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال ان الرئيس مبارك بصدد اجراء سلسلة من الاتصالات العربية للبحث في الخطوات الممكنة. ولم يصدر اي بيان مشترك عن المحادثات، كما لم يعقد الزعيمان مؤتمراً صحافياً. فكما وصل الملك حسين الى القاهرة غادرها أيضاً بصورة مفاجئة. محادثات موردخاي ومن المقرر ان يصل موردخاي على رأس وفد من وزارة الدفاع الاسرائيلية مساء اليوم الى عمان، للاجتماع بالملك حسين وكبار المسؤولين في الدولة. وسيستقل موردخاي وخمسة مسؤولين في وزارته طائرة مروحية تنقلهم من اسرائيل الى القصر الملكي مباشرة. وقالت مصادر اسرائيلية ان محادثات موردخاي، الذي يرافقه مستشاره ومسؤول التعاون الاستراتيجي مع الأردن ديفيد أفري، ستتناول نتائج محادثات كلينتون مع كل من عرفات ونتانياهو، فضلاً عن "سبل تعميق التعاون الاستراتيجي" بين البلدين. وأضافت المصادر ان المحادثات ستتناول ايضاً "التهديد الايراني" للمنطقة، و"المواجهة بين الولاياتالمتحدة والعراق" في ما يخص المفتشين الدوليين. ولاحظ المراقبون ان الأردن يتعمد منذ ثلاثة أشهر تجاوز نتانياهو في اتصالاته مع اسرائيل. إذ قام كل من زعيم المعارضة الاسرائيلية ايهود باراك بزيارة الى عمان اوائل الشهر الحالي8 تبعjها زيارات من قبل عدد من أقطاب التحالف اليميني وحزب شاس الديني، في الوقت الذي تجاهل الأردن اتصالات من مكتب نتانياهو تستهدف الترتيب لقيام رئيس الوزراء الاسرائيلي بزيارة الى المملكة. وقالت مصادر اردنية ان العلاقات بين الملك حسين ونتانياهو "زادت سوءاً" منذ اللقاء الذي تم في لندن بين الرجلين قبل ثلاثة أشهر. وكان العاهل الأردني وجه تحذيراً لنتانياهو ازاء مماطلته في تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الأطراف العربية. ووجه الملك حسين تحذيره هذا نيابة عن الأردن والادارة الأميركية، وذلك عقب محادثات الملك حسين في واشنطن مع الرئيس كلينتون الذي امتنع في حينه عن الالتقاء بنتانياهو. وتوقعت مصادر أردنية مطلعة ان تتناول المحادثات في عمان اليوم ايضاً انعكاسات الفضيحة الجنسية التي يتعرض لها كلينتون على الدور الأميركي في المنطقة.