أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان "الجماعة الاسلامية المسلحة" مسؤولة عن معظم الفظائع التي تحدث في الجزائر. لكنها أوضحت ان بعض أعضاء مجموعات الحرس الحكومي المحلي ايضاً ربما كانت ضالعة فيها. وقال الناطق باسم الوزارة جيمس روبن بعد ظهر الاثنين الماضي ان الوضع في الجزائر "معقد ولهذا السبب شجعنا توجه مجموعات وبعثات تقصي الحقائق الى هناك لمحاولة معرفة ما يحدث". وكرر روبن القول بأن الادارة الاميركية تدين هذه المجازر. وتعتقد ان على الحكومة الجزائرية حماية المدنيين والقبض على المسؤولين عن هذه الفظائع وتقديمهم الى العدالة وفي الوقت نفسه المحافظة على حكم القانون. وجدد الدعوة الى قيام حوار بين مختلف الفئات الجزائرية التي تنبذ العنف والى توسيع قاعدة الحكم. الى ذلك، كررت مصادر في الجبهة الاسلامية للانقاذ اتهامها أمس "الجماعة" بارتكاب مجازر في غليزان غرب الجزائر بداية شهر رمضان. لكنها طلبت في المقابل ان يشمل اي تحقيق يمكن ان يجري مستقبلاً في الجزائر، "الجماعة المسلحة" نفسها لمعرفة مدى "الاختراق" الذي تعرضت له. وردت هذه المصادر على المعلومات التي افادت ان "كتيبة الاهوال" التي اتهمتها "الانقاذ" بمجازر غليزان، لم تعد موجودة. وقالت ان هذه المجموعة لا تزال تنشط في غرب الجزائر وتحديداً في منطقة الرمكة، وان عدد افرادها "يتجاوز 600 فرد". وتحدثت عن الخلافات التي عصفت ب "الاهوال" بعد مقتل زعيمها عبدالرحيم بخالد في 26 ايلول سبتمبر 1996. واوضحت ان بخالد الذي كان يرأس كل مجموعات "الجماعة المسلحة" في الغرب، إنشق على قيادة "الجماعة" في أيام أميرها جمال زيتوني. وأضافت ان مصطفى عقال وهو من الافغان العرب ويُعرف في افغانستان باسم عمر الغريب قتل بخالد في ايلول 1996، خلال إمارة عنتر الزوابري ل "الجماعة". ويؤكد معلومات مصادر "الانقاذ" بيان صادر عن عمر الغريب نفسه "بتفويض من الزوابري" في 21 تشرين الاول اكتوبر 1996، ان بخالد قتل في معركة في غابة تاقورية غرب الجزائر. وافادت مصادر "الانقاذ" ان عمر الغريب عقال استمر بعد مقتل بخالد في قيادة "الجماعة" في غرب الجزائر. وشددت على ان المعلومات المتوافرة ل "الانقاذ" تؤكد ان مجموعات تعمل تحت راية "الجماعة المسلحة" هي التي نفّذت مجازر غليزان. وكانت مصادر اسلامية ابلغت "الحياة" اول من أمس ان الموالين لعبدالرحيم بخالد في "الاهوال" أسسوا بعد مقتله مجموعة أخرى باسم "حماة الدعوة السلفية" وان هذه المجموعة ليست وراء المجازر إذ انها اتفقت مع "الجيش الاسلامي للانقاذ" في غرب الجزائر على عدم حصول مواجهات بينهما. واشارت مصادر "الانقاذ" أمس الى ان "الجماعة" لم تعد جماعة واحدة منذ أواخر 1995، إذ انشقت على نفسها وباتت كل جماعة منها تعلن انها "الممثل الحقيقي" ل "الجماعة". واشارت في هذا الاطار الى ان العاملين في مناطق تيزي وزو المنطقة الثانية والناشطين في مناطق الوسط وفي الغرب يعملون جميعاً باسم "الجماعة المسلحة". وقالت ان "الانقاذ" تريد ان يحصل تحقيق في ما يحصل في الجزائر، وان يشمل التحقيق "الجماعة" نفسها "لاننا نعتبرها مخترقة وسببت كثيراً من المصائب التي حصلت في البلاد".