بدأ مساء أمس وفد الترويكا الوزارية الاوروبية زيارة للجزائر تستمر 24 ساعة. وأبدت مصادر ديبلوماسية جزائرية في لندن تفاؤلاً بأن يقتنع الاوروبيون، نتيجة المحادثات التي ستجريها الترويكا مع المسؤولين الجزائريين، بخطورة "منح الارهابيين ملجأ"، معتبرة ان "اوروبا ستعاني لاحقاً من ارهاب الاشخاص انفسهم الذي تؤويهم". وقالت المصادر الجزائرية ل "الحياة" ان المسؤولين الجزائريين سيشرحون للوفد "كل الملابسات التي تحيط بأعمال الارهابيين في الجزائر". وأعربت عن اعتقادها بأن "اوروبا ستدرك عندئذ الخطر الذي يتهددها هي نفسها. وفي اعتقادنا ان الارهاب سينعكس على أمن اوروبا مستقبلاً. ولذا نتوقع من اوروبا ان تبادر بعد الزيارة الى اتخاذ قرارات حاسمة ضد شبكات الارهاب التي تنشط فيها، كذلك الى محاربة شبكات التمويل وشراء السلاح والتدريب والدعاية المغرضة". وأكدت تفاؤلها بأن الاوروبيين سيغيرون موقفهم "بعد ان يعرفوا حقيقة من يقوم بالارهاب في الجزائر". ويتألف وفد الترويكا من وزراء الدولة للشؤون الخارجية في بريطانيا الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي ديريك فاتشيت ولوكسمبورغ جورج وولفارت والنمسا بنيتا فيريرو - والدنر والمفوض الأوروبي لشؤون المتوسط مانويل مارين. ويتوقع ان يلتقي الوفد كبار المسؤولين الجزائريين، إضافة الى رؤساء الكتل النيابية في البرلمان ورؤساء تحرير صحف مستقلة. وربما يقوم اعضاء الوفد بجولة في اماكن شهدت مجازر أخيراً. على صعيد آخر، تلقت "الحياة" في لندن أمس بياناً من مجموعة مسلحة اعلنت انضمامها الى الهدنة التي ينفذها الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ منذ تشرين الاول اكتوبر العام الماضي. وجاء في البيان الصادر عن "الكتيبة الربانية" التي تعمل في منطقة جبل اللوح والمنشقة عن "الجماعة المسلحة"، ان تأمر اعضاءها بالتزام "وقف العمليات القتالية". ودعا البيان السلطات الجزائرية الى اطلاق المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ علي بن حاج ورفع القيود المفروضة على الشيخ عباسي مدني و"وقف دهم بيوت الآمنين". ويأتي البيان ليؤكد ان الجبهة الاسلامية للانقاذ وقادة جناحها المسلح لا يزالون يقومون بجولات ميدانية منذ بدء الهدنة لاقناع كل الجماعات المسلحة بالانضمام الى الهدنة. ونجحت "الانقاذ" بالفعل في اقناع العديد من الجماعات المنشقة عن "الجماعة المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري بالانضمام الى الهدنة.