حرمت نجلاء عبد الخالق العمري من رؤية بنتيها، منذ أن أبلغتها والدة زوجها بطلاقها، في سنة 2002. وزاد من معاناتها عدم حصولها على صك الطلاق، إضافة إلى عدم معرفتها بعنوان زوجها أو عائلته، بعد أن انتقلوا إلى منزل آخر. وتزوجت نجلاء في سن مبكرة، حين كانت تدرس في المرحلة المتوسطة، وتذكر: «لم نكن في حال مادية جيدة، وحين تقدم إلى خطبتي كان يعمل حارساً أمنياً في الجهة التي كان والدي يعمل فيها»، موضحة أنها تزوجته وأكملت دراستها في الصف الثاني المتوسط. وتضيف: «عشت معه في غرفة صغيرة، أشبه ما تكون بغرفة حارس، في بيت عائلته، وحملت بابنتي وتوجهت إلى منزل عائلتي في جدة، حتى أضع مولودتي، وحين عدت إلى منزل زوجي، لم يسمحوا لي بالدخول، واكتفوا برؤية الوليدة خارج البيت، ورفضوا أن اسكن معهم»، لافتة إلى أن الظروف أوصلتها إلى مرحلة مأساوية، إلى درجة أن تشتبه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في وضعها، «كنت أبيت في الطريق أو البر، وتعرضت للمساءلة». وتشير نجلاء إلى أن زوجها ترك عمله، ورمى مسؤولية الوليدة على عاتقها، بعد أن طردته عائلته من المنزل بسبب تخليه عن مسؤولياته. وتتابع: «الوضع تحسن قليلاً، وسكنت في شقة مفروشة، لكن زوجي تركني فيها سبعة أشهر من دون أن يسأل عني أو عن ابنته، ما جعلهم يعاملونا كرهائن في انتظار عودته»، موضحة أن «أستاذة في جامعة الملك سعود كانت تؤمن لنا الطعام والحليب، وما زاد من حزني أنه حين استنجدت بوالد زوجي، زارنا يحمل معه كيلو جرام من الموز». ما فتئت نجلاء تتعلق بالأمل، ما جعلها تقبل بأية بادرة تأتي من زوجها، حتى أنها تنازلت عن مهرها لتبدأ حياة جديدة، مع أن الخوف واليأس كانا قد تمكنا منها، «عاد زوجي ووعدني بتحسن الحال وبحياة أفضل، وقبلت العودة إليه حتى أكون مستورة، وعلى خلاف ما وعد أسكنني في مسكن سيء ومع ذلك رضيت وقبلت». حملت البائسة نجلاء ووضعت ابنتها الثانية، وهنا حدثت المأساة الحقيقية في حياتها، «بعد مرور شهرين على ولادتي، زرت والدتي، وحين أردت العودة إلى منزلي، حمل زوجي بنتاي، وخرج بصمت، ومنذ تلك اللحظة لم أرهما ولا أعرف مكانهما أو ظروف حياتهما، تخيلوا أنني لن أعرفهما حتى لو التقيت بهما في أي مكان». تذرف نجلاء دموعها حزناً على ابنتيها، وإلا فإنها قد تعودت على وضعها البائس مع زوجها، وتستغرب: «زوجي تحدى أن أخرج بنتيجة من وراء المحاكم، ويؤكد بأنها لن تحل قضيتي»، وتصف وضعها: «أعرف عنوان زوجي أو عنوان أهله، بعد أن انتقلوا إلى منزل جديد». وتوجه نجلاء صرختها إلى المسؤولين في الجهات الحكومية ذات الصلة ل«حل قضيتي بعد عشر سنوات من العناء النفسي، من دون أن أعرف أني مطلقة أو متزوجة، وبعيدة عن بناتي»، مضيفة: «كل ما أرغب فيه الحصول على ورقة طلاقي، حتى أكمل حياتي، إذ أبلغتني والدة زوجي أني مطلقة، وحين بحثت عن ورقة طلاقي قال لي المسؤولون إن وقت الطلاق متزامن مع وقت تسجيل زوجي عقد نكاح جديد لزوجة أخرى».