أضرم مستوطنون فجر أمس النار في مسجد في قرية قصرة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وقال رئيس المجلس المحلي في القرية هاني أبو ريدة ل «الحياة» إن المستوطنين حطموا إحدى نوافذ الطبقة الأرضية من المسجد، ودخلوا منها، وأضرموا النار فيه مستخدمين إطارات السيارات. وألحق الحريق أضراراً واسعة في المسجد الذي يحمل اسم مسجد النورين. وأضاف أبو ريدة أن المستوطنين خلفوا شعارات على جدار المسجد يعلنون فيها مسؤوليتهم عن إضرام النار، ويتوعدون بالمزيد. ومن بين الشعارات شعار يسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). ورسموا على الجدران نجمة داود. والمسجد هو الرابع الذي يتعرض لاعتداءات المستوطنين خلال العام الأخير. وتزامن الاعتداء عليه مع هجمات بالحجارة شنها المستوطنون، في ساعات الصباح الأولى، على السيارات الفلسطينية في الطرق الخارجية شمال الضفة الغربية. وقال مواطنون إن المستوطنين حطموا 15 سيارة في الطريق بين قلقيلية ونابلس. وقال شهود إن المستوطنين كانوا يرددون الشعارات والهتافات العنصرية الداعية إلى قتل الفلسطينيين . ودان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض جريمة إحراق المسجد محملاً رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتانياهو المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الاعتداءات بسبب عدم ملاحقة مرتكبيها. وقال فياض في بيان له عقب الاعتداء «هذه الاعتداءات تؤكد مدى استهتار إسرائيل، وهي القوة المحتلة، بقواعد القانون الدولي». وتابع «للمستوطنين عنوان، ألا وهو حكومة إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له شعبنا وممتلكاته ومقدساته من اعتداءات، ولا بد من محاسبة هؤلاء المستوطنين على أعمالهم الإرهابية، ولو حصل ذلك في السابق لما تكررت هذه الاعتداءات». وقال فياض إن «الاعتداءات الإرهابية للمستوطنين تؤكد الخطر الحقيقي على حياة ومقدرات شعبنا، وتُظهر الحاجة الماسة لتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته المباشرة لضمان إنهاء الاحتلال». وأعلن رئيس الوزراء أن العمل لإعادة ترميم المسجد سيبدأ فوراً. واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش أن استمرار المستوطنين بسياسة حرق المساجد يهدد بحرب دينية. واعتبرت حركة «حماس» أن «الاعتداء السَّافر على مسجد النورين، انتهاك صارخ للشرائع السماوية والأعراف الدولية، واستمرار للنهج العنصري والإجرامي للكيان الصهيوني ومغتصبيه». وقالت «حماس» في بيان «إننا إذ ندين حرق مسجد النورين ندعو شعبنا الفلسطيني إلى التكاتف والتوحد في مواجهة جرائم الاحتلال، كما ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الحقوقية كافة إلى العمل من أجل وقف جرائم الاحتلال العنصرية». ودانت الرئاسة الفلسطينية (أ ف ب) بلسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة الاعتداء واصفة إياه بأنه «دليل على التصعيد الإسرائيلي الرافض السلام». ودعا أبو ردينة في بيان نشرته «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا) المجتمع الدولي إلى «التدخل والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المخالفة للقانون الدولي». وكان رجال شرطة وجنود إسرائيليون هدموا ثلاثة منازل في مستوطنة ميغرون العشوائية قرب رام الله بعدما أجلوا سكانها بالقوة. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري لوكالة «فرانس برس» إن «ستة مستوطنين حاولوا منع الهدم اعتقلوا بعد مهاجمتهم القوات». وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بهدم المنازل الثلاثة في حزيران (يونيو) بينما أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا في أوائل آب (أغسطس) أمراً مماثلاً مع أنها أمهلت السلطات حتى آذار (مارس) 2012 لتنفيذ هذا القرار. ويعتمد المستوطنون المتطرفون عادة سياسة الرد المنهجي عبر مهاجمة أهداف فلسطينية في كل مرة تتخذ فيها السلطات الإسرائيلية إجراءات ضد مستوطنة عشوائية. وتعتبر إسرائيل أن المستوطنات العشوائية التي تبنى في الضفة الغربية من دون موافقة الحكومة غير قانونية وغالباً ما تقوم قوى الأمن بهدمها. ويعتبر المجتمع الدولي أن كل المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقيةالمحتلة منذ عام 1967 غير شرعية.