حمَّلت السلطة الوطنية الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إحراق مسجد النورين في قرية قصرة شمال الضفة الغربية فجر أمس، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء سلام فياض، الذي أعلن أن العمل لإعادة ترميم المسجد سيبدأ فوراً. وكان مستوطنون تسلَّلوا إلى القرية فجراً وحطَّموا نوافذ المسجد بعد اقتحامه، وأشعلوا الإطارات المطاطية داخله، كما قاموا بكتابة عبارات مسيئة ورسموا نجمة داود على جدرانه. من جانبه دان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الاعتداء واعتبر أن "تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية دون تدخل حاسم من جانب إسرائيل لمنعها يعد دليلاً على استهتارها بحقوق الفلسطينيين". كما دان رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري الاعتداء، وقال ل "الوطن"، "المستوطنون يصولون ويجولون ويفسدون في الأرض دون محاسبة أو عقاب، مما يشجعهم على الاستمرار في اعتداءاتهم، إذ سبق لهم أن أحرقوا عدة مساجد في عدة بلدات مثل العين وياسوف وبورقين وغيرها وذلك بمعرفة الجيش الإسرائيلي وحمايته لهم". ويأتي الاعتداء على المسجد في أعقاب قيام السلطات الإسرائيلية أول من أمس بهدم ثلاثة مبان في نقطة ميجرون الاستيطانية قرب رام الله، حيث نشبت مواجهات بين قوات الأمن والمستوطنين مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، وتم اعتقال ستة آخرين على ذمة التحقيق. وفي ذات السياق عزا الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة التصعيد الاستيطاني في الضفة الغربية إلى رغبة إسرائيل في إحباط التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة فيها. في سياق منفصل دشَّن ناشطون فلسطينيون أمس حملة رمزية لدعم توجه قيادتهم نحو الأممالمتحدة من خلال صنع كرسي خشبي على غرار المقاعد الموجودة في المنظمة الدولية لنقله إليها ليكون مقعداً للدولة الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أول من أمس خلال اجتماعه بأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، عدم التراجع عن خطة التوجه للأمم المتحدة وحدد طبيعة الدولة التي ينشدونها.