قد يكون العيد غداً، وقد يكون بعد غد، لكنه في جميع الأحوال سيجد من يحرجه ويسأله «بأي حال عدت يا عيد» ولو بعد مئة عام، فهي كليشة سنوية «قص ولزق»، يراد بها تطفيش العيد واغتيال فرحة قدومه، غفر الله لك ايها المتنبي «ابلشتنا» بهذه القصيدة. عموماً ولتوفير الجهد سأختصر حال العيد، فهو جاء كالعادة عقب شهر رمضان المبارك، ولم يغير موعده، فنحن من يغير المواعيد، وأيضاً جاء مختلفاً، بعد سقوط رؤوس دول عدة، فهو لن يحتفل مع أصدقائه الذين كانوا يستدعونه كل ليلة على مدار العام (زين العابدين، مبارك، القذافي، وأبنائهم وبناتهم، والمتأرجحين صالح وبشار)، وسيجد مواطنو تلك الدول عيداً مختلفاً، سيكون حقيقياً، سيشعرون بالعيد، فيما لن يمنحه آخرون تأشيرة دخول إلى منازلهم، وآخرون قد لا يمنحونه تأشيرة دخول إلى قلوبهم، لذلك سيبقى على قائمة الانتظار إلى أن تحين اللحظة، ونسأل الله ألا يكون كانتظار الخطوط السعودية. بدا وجه شهريار شاحباً وهو يسمع هذه الأخبار، وقال، تباً لك، أخبارك «زي وجهك» يا شهرزاد، لكن أخبريني، ماذا عن قائد جيوش المهدي محرر القدس المنتظر حسن نصر الله، هل اموره على ما يرام، فقالت حاله يا مولاي لا يسر، أصبح يشبه الديك الأحول، الذي جاء صاحبه الأحول أيضاً ليذبحه فقطع إصبعه، وعندما رأى الديك الدماء المتدفقة من إصبع صاحبه، بدأ ينتفض متوقعاً انها دماؤه. وهو كذلك منذ ان بدأ الأسد يترنح. فضحك شهريار حتى كاد يسقط مغشياً عليه من فرط الضحك، ثم قال، دعك من كل هذا، ودعك من بشار ولينا وباقي الشلة، وقولي لي «اي شيء في العيد اهدي اليك يا ملاكي وكل شيء لديك»، فقالت، مولاي لم يسبق أن حدثتني بهذه الرقة، فقال، وراء كل رئيس مخلوع امرأة، «اخلصي علي بسرعة، وش تبين» وهنا أدركها الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]