يخرج وزير الإسكان شويش الضويحي ليعلن على الملأ، أعطوني أراضي أعطيكم منازل، ويخرج وزير الصحة فيقول إن وزارته لا تجد أرضاً لبناء مستشفيات، ويعلن وزير التعليم أنه لا توجد أراضٍ لبناء مدارس، ويصرخ مواطنون منذ نحو 30 عاماً بانتظار منحهم، فيقال لهم لا توجد أراضٍ، هل يعقل أن جميع هؤلاء لا يجدون أراضي للقيام بمهماتهم في دولة تتجاوز مساحتها مليوني كيلومتر مربع؟ الأرض لدينا في المملكة دائماً عقدة، أو هكذا هي بالنسبة إلى المواطنين على الأقل، بيد أنها أخيراً تحولت إلى معضلة دولة، فهي تعرقل مشاريع بنية تحتية لا يمكن الاستغناء عنها، وما يثير الغرابة أن هناك وزارة تدعي وضع خطط لكل شيء، تُدعى وزارة الاقتصاد والتخطيط، لكن لا يبدو أن هناك استراتيجية فعلاً تنفذ على أرض الواقع سوى التعداد الذي تركز على تلفزيونات ال سي دي التي كانوا يسألون عنها كل منزل، وبخلاف ذلك لم نجد مدارس تستحق ولا أراضي سكنية ولا مستشفيات، ولا وظائف، إذاً أين الاستراتيجية؟ جحظت عينا شهريار وهو يسمع ذلك وقال: اخبريني يا شهرزاد أليست وزارة التخطيط هي تلك التي أعلنت وفاة الفقر المدقع، فأجابت بارتباك نعم يا مولاي فهي أكدت أنها قضت عليه قضاء لا بعده ولا قبله، فعاود سؤالها: وهل تم دفنه كما يليق، فأجابته هذه علمها عند الله يا مولاي، فسألها مرة أخرى وهل مازلتم في دائرة الفقر المطلق، فأومأت برأسها علامة بالإيجاب، وهنا انفرجت أساريره، وقال «احمدوا ربكم أنكم في المطلق، فلو اشتغلت الوزارة أكثر لتم إحياء المدقع». وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]