منذ طفولتي وأنا أتابع أخبار الطقس، وما من مرة قالت الأرصاد الجوية ستهطل «أمطار» الا وجاء اليوم الثاني «صحواً»، وان قالوا «سماء صحو» جاءنا «غبار»، وان ذكروا ان الرطوبة ستكون في أعلى معدلاتها أصبنا بجفاف، وان قالوا رياح محملة بالأتربة، جاءتنا رطوبة، وأخيراً ذكر خبير فلكي انه يتوقع درجات حرارة مرتفعة في شهر رمضان المبارك تلامس الخمسين درجة مئوية، فيما الرطوبة ستصل الى 100 في المئة. وبطبيعة الحال الخبير طالب بتجنب الاشعة العمودية خلال النهار، ومن جهتي أطالب تجنب الأشعة المائلة خلال الليل. الأكيد ان خبراء الطقس ليسوا بعيدين تماماً عن خبراء الاسهم، فغالباً ما كانوا يورطونا ويورطوا القطاعات ذات العلاقة بالطقس، والخبير ذاته الذي يتحدث عن تلك التوقعات، هو نفسه الذي فسر ظاهرة الغبار التي أصابتنا العام الماضي، عندما قال إن الغبار ناتج من تحرك الآليات العسكرية الاميركية في العراق...(اللهم اني صائم)... وبخلاف ذلك تجاوبت وزارة العمل مع توقعات ارتفاع درجات الحرارة، مشددة على انها لن تتهاون مع المخالفين بتشغيل العمالة تحت اشعة الشمس خلال شهر أغسطس الجاري، ملمحة الى ان القرار معني بأؤلئك الذين يعملون تحت أشعة الشمس وليس للعاملين في المكاتب. هنا اشار شهريار الى شهرزاد بالصمت، ونظر الى أعلى قليلاً، وبدا وكأنه يفكر في امر ما، ثم قال، أخبرينا يا شهرزاد كيف ستضمن وزارة العمل ان الشركات لن تقوم بمخالفة نظام تشغيل العمالة؟ فارتبكت شهرزاد وبدا يعلو شهيقها وزفيرها، فهي تعلم ان الوزارة «راعيين نطاقات»، لكنها استجمعت قوتها، وقالت لا شك يا مولاي ان الوزارة لديها فرق ميدانية تقوم بجولات في الشوارع خلال ساعات العمل المحظورة. وهنا جحظت عينا شهريار وبدا وكأن شرراً يتطاير منها واخذ يزبد وراح يصرخ وهو يقول: ومن يضمن ان تقوم اللجان الميدانية بجولات على الشوارع في «القايلة»؟ عاد الرعب الى شهرزاد، وقالت يا سيدي لاشك ان الوزارة وضعت الخطة والأكيد أنها ستنفذها والا لما وضعتها، فازداد الشرر المتطاير من عيني شهريار، وقال: كيف يطبق النظام على العمالة ولا يطبق على الفرق الميدانية، او ليسوا بشراً؟» فارتعشت شهرزاد، وقالت مولاي مولاي «خذ وخل». وهنا أدركها الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]