أجمل ما في دول الخليج أنها تصنع الإنسان، بغض النظر عن جنسيته، ترفعه الى أعلى، وتواصل رفعه حتى يصطدم رأسه بالسقف، وهنا تسقط العمامة وتتضح الغمامة التي تغلف بعض الرؤوس. والغريب ان هذه الدول ما زالت تبسط يدها لاشخاص يشع نكران الجميل من وجوههم، بل وتعطيهم الفرصة تلو الاخرى ليحققوا النجاح تلو الآخر، رغم انه تزلف هذه الفئة يبقى شأناً خاصاً بهم، لكن تقديم الفرص لا بد ان يبقى شأناً خاصاً بنا، ويطول الحديث عن هذه الفئة، فكم من اسم أكل من خيرات هذه البلاد او المنطقة ثم كان اول من يناصبها العداء، ويظهر ذلك تحديداً في وسائل الاعلام، الخليجية او الممولة خليجياً، فكم ساهمت هذه القنوات بتقديم نكرات الى الصف الاول، ومن ثم كانت هي اولى ضحاياها، وبطبيعة الحال كانت دول الخليج المتضرر الاكبر. في خضم احداث الربيع العربي وما سبقه من احداث، كان الاعلاميون العرب صنيعة الاعلام الخليجي هم فرسان النكران والجحود والاساءة، ويحضرني هنا احدهم، وهو الاعلامي جورج قرداحي، فهذا الذي قدمته مجموعة ام بي سي المحسوبة على السعودية واخذت بيده، خرج ليتنكر لكل ذلك، وبينما كان بإمكانه ان يصمت، فضل الاصطفاف خلف النظام الفاشي في سورية الذي يقتل مواطنيه دون رحمة او هواده، فقد قرداحي رصيده الشعبي فخرج كالعادة «فهمتوني غلط»، فاحتضنته المحطة مرة اخرى. هنا اعتدل شهريار في جلسته، وقال: أخبريني يا شهرزاد، الا يوجد لديكم اعلاميون مواطنون؟ فقالت على الفور بل لدينا يا مولاي، وهم اليوم اسماء ناجحة فضائياً وورقياً، بل هم الافضل، فقال ولماذا اذاً يستعينوا من خارج أوطانهم يا شهرزاد، فقالت «زامر الحي لا يطرب يا مولاي، وأرى توطين الاعلام فنحن أولى وأكفأ، فقال لها «ما شاء الله عندك حلول رغم أنك لم تحذفي اجابات ولم تستعيني بصديق». وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]