يعزز إقليم كردستان العراق صادراته من النفط، إذ من المقرر أن تحمّل ناقلة ثالثة شحنة من الخام المتدفق عبر خط أنابيب الإقليم في وقت يكافح العراق للتصدي لتمرد مسلحين إسلاميين. وأشار وزير الطاقة التركي تانر يلدز أمس، إلى أن ناقلة ثالثة ستغادر ميناء جيهان التركي في 22 الجاري حاملة شحنة نفط ضخت عبر خط أنابيب كردستان الجديد. واستمر تدفق النفط عبر خط أنابيب حكومة كردستان العراق إلى تركيا من دون انقطاع على رغم التقدم الذي يحرزه المتشددون. لكن يلدز رفض تحديد المشتري وقال: «يجري العراق مزاداً وتتمم عملية بيع هذا النفط (...) لذا لا نسأل عن هذا النوع من الأمور (...) من هي الدولة التي باع لها ومتى». ويُحمّل النفط على رغم تعثر سابق في محاولات الحكومة الكردية لبيع النفط المتنازع عليه. ولم يتم تفريغ الشحنات الأولى من صادرات كردستان العراق في أي مصفاة. وكانت تهديدات العراق باتخاذ اجراءات قانونية وادراج المشترين على القائمة السوداء قد أثنت معظمهم عن شراء النفط المتدفق عبر خط أنابيب كردستان الجديد. إلى ذلك، أعلنت مجموعة «ايني» الايطالية للنفط والغاز أنها لا تعتزم سحب موظفيها من جنوبالعراق حيث تعمل، لكنها تراقب التطورات عن كثب. وجاء في تعليق للناطق باسمها أرسل بالبريد الإلكتروني «في الوقت الحالي لا تُجلي ايني موظفيها من العراق، لكن الشركة تواصل مراقبة الوضع في البلد عن كثب». أما «لوك أويل» الروسية، فأشار مدير العمليات الخارجية فيها إلى أن الشركة تأمل بتحميل أول ناقلة بالنفط من حقل «غرب القرنة 2» العراقي في الربع الثالث من العام الحالي. وبدأت «لوك أويل» الإنتاج من الحقل الواقع في جنوبالعراق في آذار (مارس) وتنتج حالياً ما يزيد على 200 ألف برميل يومياً. وفي الكويت، أشار مصدر في قطاع النفط إلى أن الكويت أوقفت أمس استقبال السفن في الموانئ النفطية الثلاثة وفي الجزيرة الصناعية التي يُصدّر النفط منها بسبب سوء حالة الطقس. ولفت المصدر إلى أن هذا الوقف الذي وصفه «بالموقت» يشمل سفن المشتقات النفطية والنفط الخام ويستمر لحين تحسن الحالة الجوية. من ناحية أخرى، أعلنت شركة «بي بي» نمو الطلب الأميركي على الخام بأسرع وتيرة في العالم عام 2013 ليتفوق على نظيره في الصين للمرة الأولى منذ العام 1999، مع بدء أكبر اقتصاد في العالم جني ثمار طفرة الوقود الصخري. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة سجلت أكبر زيادة سنوية للإنتاج في تاريخها للعام الثاني على التوالي وبلغت 1.1 مليون برميل يومياً. ولفتت في تقريرها السنوي لإحصاءات الطاقة إلى أن الاستهلاك الأميركي للنفط في 2013 زاد 400 ألف برميل يومياً وهي أكبر زيادة في العالم وتلتها الصين بارتفاع قدره 390 ألف برميل يومياً. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في الشركة، كريستوف رول، إن «نمو الاستهلاك يعزى أساساً إلى توسع القطاع الصناعي الأميركي مع خروج اقتصاد الولاياتالمتحدة من الأزمة المالية العالمية، وفي الوقت ذاته يعزى التباطؤ الصيني إلى انخفاض استهلاك الديزل وزيت الغاز وهو ما يتماشى عادة مع معدل النمو الاقتصادي». وزادت «بي بي» تقديراتها لاحتياط الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم في نهاية 2013 إلى 185.7 تريليون متر مكعب، ما يكفي لمواصلة الإنتاج العالمي على مدى 54.8 سنة ارتفاعاً من تقديرات معدلة بلغت 185.3 تريليون متر مكعب في 2012. الأسعار في الأسواق، إرتفع مزيج «برنت» صوب 113 دولاراً للبرميل بعد صعود كبير الأسبوع الماضي، إذ أدى تقدم مسلحين في العراق إلى زيادة المخاوف من احتمال تعطل صادرات النفط. وزاد سعر «برنت» 25 سنتاً إلى 112.71 دولار للبرميل بعد أن لامس أعلى مستوياته خلال الجلسات عند 113.28 دولار. وارتفع الخام الأميركي سنتين إلى 106.93 دولار للبرميل بعدما سجل في وقت سابق 107.54 دولار خلال التعاملات الآسيوية.