كثيرة هي قصائد الغزل، ونحن نفخر بأننا شعب «حبيب»، ويتميز حبنا دائماً بأنه من «أول نظرة»، فما إن تقع عين أحدهم على مبرقعة، حتى يطير عقاله: «حبتني». وما إن تنظر إلى واحدة ولو من «باب العلم بالشيء»، إلا رمقتك بعينين غاضبتين في طرفهما «حور» أو «حول»... «أنت وحظك». والغزل موغل في الأدب العربي، وله مكانة في نفوسنا، كيف لا وهو ترك لنا إرثاً من قصص الحب الخالدة التي نتناقلها جيلاً بعد جيل، ونسرق من كلمات شعرها رسائل «أس أم أس». الغريب ليس في الغزل؛ فمثلما أسلفنا هو موجود، لكن ما يؤسف له أن يمارس هذه العادة «القذرة» رجال كالبعارين، وفي العشر الأواخر من رمضان، وهم صيام، فلننسَ قليلاً أولئك الذين يطاردون المصليات من النساء، أثناء صلاة التراويح، لكن قبيل آذان المغرب بساعة تجد مَن يتحرش بسيدة في أحد مراكز التسوق، أي رجل هذا؟! هنا قال شهريار بغضب: «ألا يعرف هؤلاء أن مَن صام رمضان فكأنما صام العام كله؟»؛ فقالت: «يعلمون يا مولاي، لكن بعضهم لا يصوم»، فقال: «ويحك أيتها الجارية، وهل يُتركون هكذا كالقطيع؟»، فقالت: «مولاي إنهم يفطرون في السر على «التونا»، ويبدون كالصائمين»؛ فصاح صيحة مجلجلة: «كل هذا يحدث في أمتي وأنا لا أعلم؟ أين الهيئة؟»، فقالت: «مولاي إنهم تَخَصُّص أسواق فقط، وينتشرون بعد العشاء، فيما ذلك الفسق يحدث في مراكز التسوق»، فصمت قليلاً وقال بصوت رقيق: «وهل تقوم سيدات بالغزل أيضاً؟»، فقالت وابتسامة الحياء على وجهها: «فقط إذا كان وسيماً مثلك يا مولاي»؛ فقال: «تبدين شاحبة يا شهرزاد. اذهبي للنوم مبكراً الليلة؛ فلديَّ عمل ينبغي أن أنهيه». كتمت شهرزاد غيظها، وقالت في نفسها: «تباً للرجال؛ فأنا أعلم أنه سيذهب إلى مركز تسوق»... وهنا سكتت عن الكلام المباح. [email protected]