من مميزات الفرد السعودي أنه يصوم بشدة وهو نائم، يصحو، فيبدأ بانتهاك حقوق أسرته. يخرج وهو صائم فينتهك حقوق المارة، لأنه صائم. يصل مكتبه فينتهك حقوق زملائه، لزوم الصوم. يستقبل مراجعين فينتهك حقوقهم، لأنه أيضاً صائم. يعود لمنزله عصراً، فيدخل المطبخ، ليقف بنفسه على أوضاع الفطور، فهو صائم. يذهب إلى النوم عصراً، وهنا يصوم بشدة مرة أخرى إلى أن يحين موعد أذان المغرب. الحمد لله فقد أفطر، ولكنه يعتقل الريموت كنترول، لأنه كان صائماً، يقلب بين المحطات، وويل لمن يتأفف، فقد كان صائماً. يتابع ما تيسَّر من برامج رمضانية، ليرفه عن نفسه، فقد كان صائماً، وليتم صيام يومه، يواصل بحثه المضني بين المحطات عما يمكن أن «يوسع صدره». هنا تأتي صلاة العشاء، فإن كتبت له صلاة التراويح، جيد، فهو سيذهب راضياً، ومن ثم يعود، ويعتقل الريموت كونترول، يبحث، ويبحث، لكن رمضان هذه السنة غير، فحليمة بولند ليست موجودة، وهي وجبة رمضانية لا بد منها. وهذه السنة «طبلتها» هداها الله، وقذفت المتصلين ببرنامجها الذين «يتميلحون كعادتهم»، و«يستخفون دمهم» بأقذع الألقاب. هنا «تنحنح» شهريار، وقال: أخبريني يا شهرزاد، هل لا يزال هناك من يتابع حليمة، بعد أن شتمتكم؟ فقالت: لكنها يا مولاي أنكرت ذلك بحرقة، وقالت إن التسجيل «مفبرك». فقال: وهل اقتنع العامة بذلك؟ قالت إنهم تعودوا يا مولاي، فلم تعد الشتيمة تجدي معهم. فقال: ويحك، هل تقولين إنهم مازالوا مصرِّين على متابعتها؟ قالت: مولاي هم يتابعونها، لمشاهدة فساتينها، وماكياجها، وسماع لهجتها المكسرة. فقال: بئس القول الذي قلت أيتها الجارية، فها آنذا أتابعك منذ قرون، وأنت «بهذه الخشة»، فغضبت شهرزاد كثيراً، وأخذت تصيح «أبي أمي، أبي أبوي»، ثم أدركها الصباح، وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]