تراجع اليورو على نطاق واسع أمس، متأثراً بموجة بيع للأسهم الأوروبية بعدما دفعت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة ومخاوف على المصارف الأوروبية، المستثمرين إلى التخلص من الأسهم والإقبال على سندات الخزانة الأميركية. وارتفع الفرنك السويسري، مستفيداً من الطلب على العملات المعتبرة ملاذاً آمناً، لكن مكاسبه بقيت محدودة بسبب استمرار التكهن بتدخل السلطات النقدية السويسرية مجدداً للحد من صعوده. وحظي الدولار بدعم أيضاً إذ يُتوقع ارتفاع الطلب عليه باعتباره أكثر العملات سيولة في العالم، نظراً إلى علامات متزايدة على أن المؤسسات المالية قد تواجه مشكلات تمويلية. وقال محللون إن المستثمرين يتأثرون في شكل متزايد بعلامات على ضغوط تمويلية بعد أنباء في وقت سابق هذا الأسبوع أفادت بأن مصرفاً في منطقة اليورو لم يرد اسمه، اقترض 500 مليون دولار لأسبوع من المصرف المركزي الأوروبي. وتراجع اليورو 0.4 في المئة، مسجلاً أدنى مستوى في التعاملات عند 1.4259 دولار بعدما سجل أعلى مستوى فيها عند 1.4340 دولار. وواصل اليورو خسائره لليوم الثاني تحت ضغط من تراجع الأسهم الأوروبية ثلاثة في المئة الى ادنى مستوى في اكثر من سنتين، مقتفية خسائر أسواق الأسهم العالمية بعدما أذكت قراءة ضعيفة لنشاط المصانع الأميركية أول من أمس المخاوف من تباطؤ الاقتصاد. وانخفض اليورو واحداً في المئة في مقابل الفرنك السويسري إلى 1.1284 فرنك. وبفضل دعم واسع النطاق للدولار، ارتفع مؤشر العملة الأميركية 0.3 في المئة إلى 74.443 نقطة في مقابل سلة عملات، لكنها ظلت تحت ضغوط بيع في مقابل الين الذي يُعتبر أيضاً ملاذاً آمناً. وتراجع الدولار 0.4 في المئة إلى 76.37 ين، مقترباً من مستواه القياسي المنخفض 76.25 ين ومؤججاً تكهنات بأن اليابان قد تتدخل في السوق للحد من صعود عملتها، الأمر الذي نفته طوكيو. وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية، التي تبلغ آجال تسديدها 10 سنوات، أول من أمس بنسبة قاربت اثنين في المئة للمرة الأولى في 70 سنة على الأقل، بعد الإقبال على شرائها بفعل الهلع الذي يسود الأسواق المالية من انحدار الاقتصاد العالمي إلى دورة ركود جديد. وانخفض العائد على السندات الحكومية الألمانية بنسبة 2.04 في المئة، وعلى السندات البريطانية بنسبة 2.25 في المئة. وهبطت الأسهم اليابانية 2.5 في المئة أمس، متراجعة لليوم الثالث على التوالي، متأثرة بمخاوف من دخول الولاياتالمتحدة في حال كساد جديدة وبزلزال ضرب شمال شرقي اليابان في أواخر تعاملات أمس، لكنها تمكنت من التمسك بمستويات أعلى من أدنى مستوياتها هذا الشهر. وكانت الأسهم الأميركية هوت أول من أمس لتفقد المؤشرات الرئيسة اكثر من ثلاثة في المئة بعدما أظهرت بيانات أن نشاط المصانع في منطقة وسط ساحل الأطلسي في الولاياتالمتحدة هبط على غير المتوقع إلى أدنى مستوى له منذ آذار (مارس) 2009. وسجل سعر الذهب المقيّم باليورو أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1296.31 يورو للأونصة أمس. وارتفع في السوق الفورية أكثر من واحد في المئة إلى مستوى قياسي فوق 1850 دولاراً.