لندن، طوكيو - رويترز، أ ف ب - فقدت أسواق الأسهم العالمية نحو أربعة تريليونات دولار من قيمتها خلال 11 يوماً، بسبب مخاوف من امتداد أزمة ديون منطقة اليورو إلى إيطاليا وإسبانيا، بما يضر بالقطاع المالي الأوروبي ويدفع الاقتصاد العالمي إلى ركود جديد. وفقد مؤشر «إم إس سي آي» لأسواق العالم نحو سُبع قيمته أو ما يعادل تقريباً حجم اقتصادات إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وإرلندا واليونان مجتمعة. واقتطعت مبيعات الأسهم هذا الأسبوع 1.6 تريليون دولار من قيمة المؤشر العالمي، بعدما خسر الأسبوع الماضي 2.5 تريليون دولار. وتبلغ قيمة المؤشر الآن 24.84 تريليون دولار. وفقد المؤشر الأميركي «ستاندارد أند بورز» وحده أكثر من 710 بلايين دولار هذا الأسبوع بعدما خسر 950 بليوناً الأسبوع الماضي، كما فقدت الأسهم الأوروبية المدرجة في المؤشر «إم إس سي آي يوروب» نحو 500 بليون دولار هذا الأسبوع. وما كادت الأسهم الأوروبية تعاود انتعاشها متأثرة بنفي فرنسا ومصرف «سوسيتيه جنرال» لإشاعات طاولتهما، حتى عادت إلى التراجع فيما استمر هبوط أسهم قطاع المصارف، وسط مخاوف على آفاق المصارف الفرنسية نظراً الى انكشافها على ديون سيادية في منطقة اليورو. وافتتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع بعد تقرير عن سوق العمل في الولاياتالمتحدة جاء أفضل من المتوقع، وانتعاش في أسهم القطاع المالي، في حين واصلت الأسهم الآسيوية والخليجية تراجعها. تزامن ذلك مع مواصلة الولاياتالمتحدة مساعيها لمعالجة أوضاعها المالية، خصوصاً عقب خفض تصنيفها الائتماني الذي أدى الى شبه انهيار في الأسواق العالمية. وناقش الرئيس باراك أوباما مع رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) بن برنانكي، مشكلات اقتصاد الولاياتالمتحدة وأخطار انتقال عدوى أزمة الديون الأوروبية. وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن الاجتماع ركّز على «آفاق الانتعاش وسوق العمل ومشكلات تتعلق بالموازنة، خصوصاً ضرورة التصدّي لخفض العجز على المدى الطويل، إضافة إلى الوضع في أوروبا». وانضم إلى أوباما وبرنانكي في المكتب البيضاوي وزير الخزانة تيموثي غايتنر والأمين العام للبيت الأبيض بيل دالي ومدير «المجلس الاقتصادي الوطني» ين سبيرلينغ. وكان مجلس الاحتياط أعلن أول من أمس أنه سيبقي معدل الفائدة الرئيس قريباً من الصفر لسنتين أخريين، ما أنعش أسواق المال قليلاً. على صعيد «هزة» أسواق المال، انخفض المؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 1.7 في المئة إلى 894.48 نقطة بعدما ارتفع إلى 932.34 نقطة، بينما نزل المؤشر «يوروستوكس 600» لقطاع المصارف ثلاثة في المئة. وقفز سهم «سوسيتيه جنرال» 8.9 في المئة إلى 24.16 يورو، بعدما علّق لفترة وجيزة عند الافتتاح وبعد انهياره 15 في المئة أول من أمس على خلفية إشاعات عن إفلاسه. أما الأسهم الآسيوية فلم تتعاف بعد، إذ عاود مؤشر «نيكاي» الياباني الهبوط بنسبة 2.2 في المئة إلى 8836.06 نقطة، فيما تراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 2.1 في المئة إلى 760.36 نقطة.