انقذت احصاءات مخيبة للأمل عن العمالة الاميركية الشهر الماضي اليورو من تدهور اكبر في مستوى صرفه مقابل العملات الدولية، بعدما تراجع الى 1.1990 دولار ملامساً مستواه المسجل في آذار (مارس) 2006 عند 1.1920 دولار. ودفع مؤشر البطالة الاميركية واشاعات عن انكشاف المصارف الدولية على الديون الاوروبية مؤشرات الاسواق الاوروبية والاميركية الى تسجيل خسائر راوحت بين 2 و3 في المئة واستفادت الاوراق المالية المقومة بالدولار على حساب تلك المقومة باليورو. وتراجع النفط وسط خيبة الامل من نمو الاقتصاد العالمي. وكانت الاسواق الآسيوية اقفلت عند مستويات حذرة بعدما اختار الحزب الحاكم في اليابان وزير المال ناوتو كان، المؤيد لسياسة خفض سعر الين، رئيسا جديداً للوزراء ما دفع مؤشر «نيكاي» القياسي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى الى الاقفال بخسارة 13 نقطة في حين اقفلت المؤشرات في الصين عند مستويات اليوم السابق تحسباً من ارقام سوق العمل الاميركية التي جاءت مخيبة. وانعكست ارقام سوق العمل في الولاياتالمتحدة سلباً على النفط وتراجع سعر برميل الخام الاميركي الخفيف 1.78 دولار الى 72.83 في المعاملات الالكترونية فور اعلان وزارة العمل الاميركية احصاءاتها التي فُسرت بان الاقتصاد الاميركي لم يخرج بعد من شبه الركود الذي يعيشه منذ بدء ازمة الائتمان. وكانت وزارة العمل الاميركية اعلنت انخفاض عدد العاطلين عن العمل بحوالى 411 الف شخص بعدما كانت السوق توقعت ان يعود اكثر من 540 الفاً الى اشغالهم. وتبين ان الغالبية كانت في سوق عمل موقتة لدى الحكومة الفيديرالية بدلاً من سوق العمل الخاصة. يُشار الى بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) قال مساء الخميس ان اقراض الشركات الصغيرة يتراجع ما يزيد من صعوبة مكافحة مشكلة ارتفاع البطالة. وشدد على «أن صناع السياسات نجحوا الى حد كبير على مدى العامين الماضيين في تعزيز استقرار النظام المالي والاقتصاد في الولاياتالمتحدة لكن قلة الوظائف باعث على القلق». وقال باري كناب، رئيس وحدة الاصول الاستراتيجية الاميركية في «باركليز بنك» في لندن «لنشعر بالاطمئنان ان الاسواق الاميركية خرجت من الازمة يجب ان نلحظ اضافة بين 250 و300 الف وظيفة في القطاع الخاص الاميركي». واضاف «اظهرت ارقام وزارة العمل الاميركية ان اكثر من 85 في المئة من الذين عثروا على وظائف يعملون لدى الحكومة في عقود موقتة». ولم تنفع تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما، التي اراد فيها اشاعة اجواء ايجابية على ارقام العمل، بدفع مؤشرات البورصات الاميركية الى الاعلى وسجل «داو جونز»، عند الخامسة بعد ظهر امس بتوقيت لندن، تراجعاً بنحو 218 نقطة في حين انخفض مؤشر «ناسداك» الصناعي 42 نقطة، ومؤشر «ستاندارد اند بورز 500» الاوسع نطاقاً 22.8 نقطة اي بين 1.7 و2.1 في المئة. وتراجع مؤشر «فايننشال تايمز» اكثر من 85 نقطة الى 5126 نقطة، وانخفض مؤشر «كاك الفرنسي» 101 نقطة الى 3455 نقطة، وتراجع مؤشر «داكس» الالماني دون ستة الاف نقطة خاسراً 115 الى 5983 نقطة. وتبين ان مؤشر «ام اس سي اي» الدولي الذي يقيس المؤشرات في 24 دولة متقدمة تراجع نهاية الاسبوع بنسبة 1.8 في المئة ليعكس الارباح المحققة في الايام الاولى من الاسبوع، كما تراجع مؤشر «ستوكس 600» للاسواق الاوروبية للمرة الاولى خلال الاسبوع الجاري بعد خسائر جسيمة لاسهم كبريات المصارف الاسبانية والفرنسية التي لها بعد دولي مثل «سانتادير» في مدريد و»سوسيتيه جنرال» في باريس.