وقف كرستفور نولن خلف كاميرات جزأين من سلسلة أفلام «باتمان» الشهيرة، التجربة الأولى كانت في فيلم «بداية باتمان» والثانية في «فارس الظلام»، النسخة التي حظيت بقبول واسع حول العالم، بعد أن حقق الفيلم أكثر من بليون دولار كعوائد عرض سينمائية فقط، واليوم يعتبر نولن المخرج الوحيد في العالم الذي يخوض تجربة إخراج ثلاثة من أفلام «باتمان»، إذ يعمل هذه الأيام على تجهيز الجزء الجديد المعنون «بروز فارس الظلام». وعلى رغم أن الفيلم لن ينطلق عرضه قبل صيف عام 2012 أي بعد قرابة العام إلا أن تفاصيل تصوير الفيلم وأخبار طاقمه والعمل المقدم بدأت تنتشر سريعاً، وهي العادة غير المحببة لمخرجه البريطاني الذي يحيط أغلب أعماله بسرية كبيرة عادة، فأخبار فريق العمل الذي بدأ التصوير مع أولى أشهر السنة الحالية في الهند، حيث استمر العمل لمدة ثلاثة أسابيع تداولتها وسائل إعلامية أميركية وأوروبية مختلفة قبل أن تنقطع الأخبار مع انتقال الفريق لألمانيا الذي يصور فيها الفيلم معظم أحداثه، على رغم هذه التسريبات التي أزعجت مخرج الفيلم إلا أن وسائل إعلامية أكدت أن أياً من ممثلي الفيلم لم يحصل على النص كاملاً، إذ لا يعلم بتفاصيل نهاية العمل سوى بطل الفيلم الذي حصل على المعلومة بشكل شفهي من مخرجه. التجربة الثالثة في هذا الفيلم تجمع نولن بكرستين بيل أيضاً، وهو الممثل الوحيد الذي جسد شخصية باتمان لثلاث مرات، لكنه اشترط قبل موافقته على المشاركة ألا يتضمن الفيلم مشاركة شخصية «روبن» الشرط الذي قبله مخرج الفيلم وكاتبه نولن، إذ علق على الموضوع في وسائل إعلام مؤكداً أنه يفضل الحفاظ على الصورة القاتمة للفيلم، وهي الصورة التي لا تعكسها شخصية «روبن» ذات الطابع الكوميدي، وفي هذا الجزء تغيب للمرة الأولى شخصية «الجوكر» التي تعاقبت على تجسيدها أسماء كبيرة في السنوات الماضية يأتي في مقدمها جاك نيكلسون الممثل الأكثر حصولاً على جائزة الأوسكار في العالم، كما جسد ذات الشخصية جيم كاري، وأخيراً الممثل الراحل هيث ليجر، وعلى رغم أن الأسباب لم تعلن إلا أن آراء صحافية ربطت غياب «الجوكر» عن هذه النسخة بالنجاح الكبير الذي حققه ليجر في النسخة الأخيرة، خصوصاً أن خبر انتحاره الذي أعلن قبل انطلاق عرض الفيلم بأشهر والأخبار التي ربطت بين وفاته والشخصية السوداء التي لعبها في الفيلم أسهمت في تسليط الضوء على العمل بشكل غير مسبوق، ما رفع أسهم الفيلم في دور العرض مع أولى أيامه لينجح في تحقيق الرقم القياسي الأعلى في تاريخ السينما الأميركية عن يومين من العرض، كذلك جاء ارتباط الجماهير بشخصية ليجر الذي حصل عن دوره ك«جوكر» على جائزة الأوسكار ما يصعب عملية استبداله. لكن الأسماء الكبيرة التي تحضر في هذه النسخة ربما تسهم في التقليل من قيمة غياب «الجوكر»، إذ أعلنت شركة «ورنر بروس» المنتجة للفيلم عن أسماء عدد من أبطاله على رغم أنها لم تعلن عن الطاقم كامل، فإضافة إلى كرستيان بيل اختار نولن الممثلة آن هاثوي لدور البطولة النسائي، الاختيار الذي لم يأت سريعاً، إذ اختبر لهذا الدور عدد من الممثلات قبل أن تجتاز الاختبار هاثوي متفوقة على هالي بيري وتشارليز ثيرون وكيرا نايتلي ونتالي بروتمان وأخريات، كما يشارك في الفيلم جوزيف غوردن ليبت ومورغان فيرمان الأكثر مشاركة في السلسلة، كما أشارت أخبار صحافية إلى مشاركة الممثلين الشهيرين روبن ويليمز وليم نيلسن، وهي المعلومة التي رفضت الأطراف المشاركة في الفيلم التعليق عليها، إذ اقتصر تأكيد المعلومة على صحف أكدت أن مراسليها شاهدوا الممثلين في مقر التصوير. ويسجل «بروز فارس الظلام» نفسه كأول فيلم من سلسلة «باتمان» يعرض بتقنية عرض ثلاثية الأبعاد، وهي التجربة الأولى أيضاً لمخرجه نولن الذي لم يسبق أن عرضت أي من أعماله بهذه التقنية، واليوم تشير التوقعات المبدئية إلى عوائد تتخطى ال250 مليون دولار لقاء أول شهر من عرض الفيلم، خصوصاً أن شركة ورنر بروذرس المنتجة للفيلم بدأت من اليوم حملة الترويج المنظمة، إذ أكدت أن أول مقطع ترويجي للفيلم سيعرض على مدة دقيقة ونصف بشكل حصري لحضور فيلم «خيالات مميتة»، وهو الجزء الأخير في سلسلة أفلام هاري بوتر، والذي يعرض هذه الأيام، وبشكل عام يتوقع المراقبون أن ينجح فيلم «بروز فارس الظلام» في تسجيل اسمه في قائمة الأفلام الأعلى دخلاً في تاريخ السينما الأميركية خلال فترة قصيرة خصوصا أنها التجربة الأخيرة لمخرجه كرستفور نولن وبطله كريستيان بيل، اللذين أعلنا منذ وقت باكر أنهما لن يعودا للمشاركة في أي من أفلام سلسلة «باتمان».