القدس المحتلة، طهران - أ ف ب - أقرّت الحكومة الإسرائيلية امس، تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران، لتتوافق مع الإجراءات التي تعتمدها حكومات أخرى، معتبرة ذلك «خطوة مهمة في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني». يأتي ذلك بعد فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على شركة «مجموعة عوفر» الإسرائيلية، وفرعها «سنغابور تانكر باسيفيك» التي تتخذ سنغافورة مقراً، لبيعهما ناقلة نفط لشركة «الخطوط البحرية للجمهورية الإسلامية في إيران»، في انتهاك لعقوبات أميركية. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن سفناً تابعة للمجموعة، رست في موانئ إيرانية 13 مرة على الأقل خلال العقد الماضي، ما دفع لجنة الاقتصاد في «الكنيست» إلى عقد اجتماع، عُلّق بعد مضي ربع ساعة على بدئه، إذ تلقى رئيس اللجنة شاما هاكوهين مذكرة من أجهزة الأمن الإسرائيلية، تحذر من أن مناقشة هذه المسألة قد «تُلحق ضرراً» بالدولة العبرية، ليثير بذلك تكهنات بأن «مجموعة عوفر» ربما ساعدت إسرائيل في التجسس على إيران. وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن «الحكومة الإسرائيلية أجازت عقوبات اقتصادية على إيران، وعلى شركات تقيم علاقات تجارية معها»، مضيفاً: «هذه الخطوات تشمل سلسلة إجراءات إدارية وتنظيمية، ستضع إسرائيل مع دول أخرى في الخط الأول على المستوى الدولي لناحية العقوبات على إيران». والإجراءات التي لا تتطلب موافقة إضافية في «الكنيست»، اتُخذت بعدما خلصت لجنة إسرائيلية في آذار (مارس) الماضي، إلى أن القانون الإسرائيلي لا يعتمد السياسة الرسمية التي تطالب منذ سنوات بتشديد العقوبات على إيران. وقال نتانياهو: «توصيات اللجنة خطوة مهمة في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني». وأضاف خلال جلسة الحكومة: «هذه التوصيات تضمن أن إسرائيل ستقف إلى جانب دول أخرى، في مقدم العقوبات ضد إيران، لحمل النظام الإيراني على التخلي عن خططه لتطوير أسلحة نووية». إلى ذلك، أعلنت إيران أنها ستبدأ اليوم مناورات برية وبحرية وصاروخية، تستمر 10 أيام. وقال قائد «القوة الجوفضائية» التابعة ل «الحرس الثوري» الجنرال علي حاجي زاده إن مناورات «الرسول الأعظم-6» ستشهد «إطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى»، مؤكداً أنها تشكل «رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، ولا تهدد أي بلد»، ومعتبراً أنها ردّ على الوجود الأميركي المتنامي في المنطقة. على صعيد آخر، تفاعلت في إيران قضية المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، احتجاجاً على وفاة الصحافي والناشط رضا هدى صابر إثر إضرابه عن الطعام 10 أيام، احتجاجاً على وفاة السجينة السياسية هالة سحابي خلال تشييع والدها عزة الله سحابي. وقبل نحو 10 أيام، بدأ 12 معتقلاً سياسياً في سجن إيفين إضراباً عن الطعام، انضم إليهم لاحقاً ستة معتقلين سياسيين في سجن كراج. وأفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن محسن أمين زاده، النائب السابق لوزير الخارجية، وكربان بهزاديان نجاد ومهدي كريميان إقبال، وهم من المضربين ال 12 عن الطعام في سجن إيفين، نُقلوا إلى مستشفى، وذلك بعدم تقارير عن نقل خمسة من هؤلاء إلى مستشفى السجن. وأورد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، أن «عائلات السجناء لا تثق بهذه المستشفى، نظراً إلى مصير هدى صابر» الذي أكد زملاء له تعرّضه للضرب هناك، في اليوم الثامن من إضرابه عن الطعام، ما أدى إلى وفاته لاحقاً. وحضّ ساسة وناشطون ورجال دين، السجناء السياسيين على وقفهم إضرابهم عن الطعام، بينهم الرئيس السابق محمد خاتمي وأبناء موسوي والزعيم الآخر للمعارضة مهدي كروبي ورجلا الدين المعارضان أسد الله بيات زنجاني وعلي محمد دستغيب. من جهة أخرى، منح مجلس الشورى (البرلمان) ثقته لعلي نيكزاد الذي اقترحه الرئيس محمود أحمدي نجاد وزيراً للطرق والمواصلات.