طهران – أ ف ب – حذّر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني من تصريحات لنواب تستهدف «التلاعب» بالانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل. وقال: «ثمة نواب يدلون بتصريحات تستهدف، كما يبدو، التلاعب في الانتخابات الاشتراعية المقبلة». وشدد على ان البرلمان «سيتعامل مع هؤلاء في شكل حازم». تزامن ذلك مع إعلان النائب البارز أحمد توكلي، حليف لاريجاني وخصم الرئيس محمود أحمدي نجاد، أن القضاء يستكمل ملف محمد رضا رحيمي، نائب الرئيس الإيراني، استعداداً لمحاكمته بتهمة الاحتيال. وأكد المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجائي أن توكلي اتهم رحيمي رسمياً بالفساد، مشيراً الى ان مسؤولين قضائيين التقوا نجاد لمناقشة المسألة. على صعيد آخر، اتهم 64 معتقلاً سياسياً محتجزين في سجن ايفين في طهران، أفراداً من أجهزة الأمن بضرب الصحافي المعارض رضا هدى صابر قبل وفاته الأحد الماضي بسبب أزمة قلبية. وتوفي صابر في مستشفى نُقل إليه من السجن، بعد إضرابه عن الطعام في الثاني من الشهر الجاري، احتجاجاً على وفاة الناشطة هالة سحابي في اليوم ذاته خلال تشييع والدها عزة الله سحابي، رئيس الحزب القومي الديني المعارض الذي ينتمي إليه صابر. وأشار السجناء السياسيون ال64 الى أن صابر الذي لم يعاني من أي مرض خلال السنة الماضية، شعر بألم في الصدر ومشاكل في الجهاز الهضمي خلال اليوم الثامن من إضرابه عن الطعام. وأضافوا في بيان أنه نُقل فجر ذاك اليوم الى عيادة السجن، قبل إعادته الى الزنزانة بعد ساعتين، وهو يتلوّى ألماً، وأبلغ رفاقه بأنه لم يحظَ برعاية صحية، بل «تعرّض للضرب والإهانة». وحمّل الموقعون على الرسالة النظام مسؤولية وفاة «الشهيد» صابر. لكن سلطات السجن أكدت أن صابر تلقى «كلّ رعاية صحية ممكنة» قبل وفاته، ونفت ان يكون أضرب عن الطعام. في لندن، طالب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أليستر بورت السلطات الإيرانية ب «الإسراع في فتح تحقيق شفاف حول وفاة هدى صابر وهالة سحابي». وأشار الى «معلومات موثوق بها وتثير قلقاً كبيراً، تحدثت عن اعتقالات وعنف في حق متظاهرين» من الحركة الخضراء نظموا مسيرة صامتة في طهران الأحد الماضي، إحياءً للذكرى السنوية الثانية لإعادة انتخاب نجاد عام 2009. وأضاف بورت: «أدعو السلطات الإيرانية إلى الإفراج فوراً عن جميع من اعتقلوا (الأحد) وخلال السنتين الأخيرتين، لأنهم ببساطة مارسوا ما ينبغي أن يكون حريتهم المشروعة». وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان براست على تصريح بورت، مندداً ب «تدخل» بريطانيا والولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لطهران. وقال: «نفاجأ بتصريحات لمسؤولين بريطانيين وأميركيين، يتدخلون علناً في الشؤون الداخلية لبلادنا ودول المنطقة. نرى أن من الأفضل لو استمع المسؤولون الأميركيون والبريطانيون الى شعوب المنطقة، ليتفهموا ان السبب الرئيس لتحركات الشعوب المسلمة هو غضبهم ضد سياسة بريطانيا والولايات المتحدة». ونصح مهمان براست بريطانيا ب «الاتعاظ من الأخطاء التي ارتكبتها حكوماتها عبر التاريخ»، مشيراً الى «سجل بريطانيا في تدخلاتها المثيرة للفتن وإثارة التوترات في الدول الإسلامية في الشرق الأوسط والخليج الفارسي، ودعمها اللامحدود الكيان الصهيوني وتجاهلها جرائمه ضد الفلسطينيين العزّل». الى ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي استجاب طلب رئيس القضاء صادق لاريجاني، وأمر بالعفو عن «996 من سجناء محاكم الثورة، تزامناً مع ذكرى مولد الإمام علي». واعتبر خامنئي لدى استقباله رئيس وأعضاء «المجلس الأعلى للثورة الثقافية»، أن «مهمة المجلس بصفته قاعدة أساسية في ساحة الغزو الثقافي المعقد والشامل لجبهة الاستكبار ضد النظام الإسلامي، تتمثل في وضع الخطوط الاستراتيجية العريضة وتوجيه الأجهزة والمراكز الثقافية المؤثرة والأجهزة التنفيذية». وقال: «الحرب الثقافية تحوّلت ساحة شاملة ومعقدة ومتعددة الأبعاد، في ظل التطورات الكبرى التي حدثت على صعيد الاتصالات في العالم». وأضاف: «جبهة الاستكبار هي القائد الأساس لهذه الحرب الثقافية، ونطاق الغزو الثقافي لجبهة الاستكبار يشمل دول العالم كلها، لكن إيران هي المستهدف الأهم والأول».