قُتل 8 أشخاص في وسط مالي في أعمال عنف عرقية دارت يومي الأحد والإثنين الماضيين بين رعاة من البدو الرحل من إتنية «فولاني» ومزارعين من إتنية «دوغون». ويشهد وسط مالي منذ سنتين، أعمال عنف متفاقمة بين أفراد من إتنية «فولاني»، وهم بغالبيتهم من البدو الرحل الذين يعملون في تربية المواشي، وآخرين من عرقيتي «بامبارا» و «دوغون»، وهم بغالبيتهم مزارعون من الحضر، وذلك بسبب نزاعات على الأراضي والمراعي. وقال الجيش في بيان إن «قرية سابيريه الواقعة على بعد 25 كيلومتراً من كورو أُحرِقت ودُمِرت إثر أعمال عنف عرقية» حدثت الأحد. وأضاف أن وحداته التي وصلت إلى القرية أول من أمس، وجدتها «كومة من الخرائب والأنقاض والركام» كما عثرت على «جثة عجوز عمره حوالى 90 سنة» عليها «آثار طلقات نارية» احترقت بالكامل. من جهته، قال مسؤول محلي منتخب أن «8 مدنيين على الأقل قُتلوا» في أعمال العنف هذه، مشيراً إلى أن بعض القتلى أُحرقوا. وذكر مسؤول محلي آخر أن أعمال العنف تلك تُعدّ «امتداداً لأزمة الثقة بين عرقيتي فولاني ودوغون». من ناحية ثانية، قُتل 3 أشخاص في منطقة موندورو في وسط مالي في انفجار «عبوة ناسفة بدائية الصنع» لدى مرور عربة تجرها دابة. يُذكر أنه في العام2017 أدت أعمال عنف مماثلة إلى مقتل 60 شخصاً. وزاد من حدة النزاعات التي عادةً ما تكون مرتبطة بالمياه أو بالأراضي، ظهور جماعة مسلحة في وسط البلاد منذ العام 2015 تابعة للداعية المتشدد أحمدو كوفة وهو من إتنية «الفولاني»، ما يعرض أفراد الإتنية لشبهات بالتواطؤ. وتتهم عرقية «دوغون» عرقية «فولاني» في المنطقة بالتواطؤ مع الشيخ أمادو كوفا، الذي انضمت حركته الإسلامية أخيراً إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهي عبارة تحالف متشددين مرتبط بتنظيم «القاعدة». على صعيد آخر، ذكر مسؤولون كنديون أول من أمس، أن حكومة بلادهم سترسل 6 طائرات هليكوبتر و250 جندياً للانضمام إلى بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي هذا العام، لتنهي بذلك كندا سنتين من المداولات التي أزعجت حلفاءها. وتعتزم كندا نشر طائرتين هليكوبتر من طراز «شينوك» و4 طائرات هليكوبتر هجومية من طراز «غريفون» لتوفير الحماية في الحرب على تنظيم داعش في مالي. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لأعضاء البرلمان: «نحرص دائماً على تخفيف مستوى الخطر الذي يمكن أن تواجهه القوات المسلحة الكندية أثناء قيامها بعمليات لأقصى حد ممكن، لكن لا يمكن القضاء على المخاطر تماماً». إلى ذلك، كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن موريتانيا استقبلت خلال شهر شباط (فبراير) المنصرم 1898 لاجئاً من مالي. وأكدت المفوضية في إيجاز صادر عنها أنه «لا يُتوقَع عودة اللاجئين الماليين بسبب استمرار العنف في شمال البلاد».