قتل 25 شخصاً على الاقل في وسط مالي الاسبوع الماضي، في اعمال عنف عرقية دارت بين رعاة من البدو الرحل من اتنية «فولاني»، ومزارعين من اتنية «دوغون»، وفق ما اعلن مسؤولون أمس (الثلثاء). وقال رئيس جمعية «تابيتال بولاكو»، عبد العزيز ديالو، وهي بمثابة رابطة لابناء اتنية «الفولاني» في مالي، انه «في الايام الثمانية الاخيرة، قتل 25 من افراد الفولاني على ايدي صيادين من اتنية دوغون، يملكون اسلحة لا تتوفر الا في مخازن الجيوش النظامية». ولم تعلن السلطات في باماكو اية حصيلة رسمية، الا ان نائبا عن وسط مالي قال، طالبا عدم نشر اسمه، إن «المواجهات اوقعت عشرات القتلى من الجانبين». واوضح المصدر ان «النزاعات مميتة جدا في دوائر كورو وبنكاس. والدوزو (الصيادون التقليديون) يحملون اسلحة حربية. افراد الفولاني تتم مطاردتهم»، مبديا خشيته من «اندلاع حرب طائفية». ونفت الحكومة المالية وحاكم المنطقة بشكل قاطع تسليح المجموعات المتنازعة. الا ان وزير الامن الجنرال سالف تراوري اكد ان «الاوضاع معقدة جدا»، ويمكن ان «تأخذ منحى طائفيا». واوضح الناطق في مؤتمر صحافي: «عندما تنفذ قوات الامن انتشارا على الارض، يخفي المسلحون اسلحتهم، وعندما تغادر القوات يعيدون اخراجها». ومنذ سنتين، يشهد وسط مالي اعمال عنف متزايدة بين افراد من اتنية «فولاني»، وهم بغالبيتهم من البدو الرحل الذين يعملون في تربية المواشي، وآخرين من اتنينتي «بامبارا» و«دوغون»، وهم مزارعون بغالبيتهم، بسبب نزاعات على الاراضي والمراعي. وزاد من حدة النزاعات التي عادة ما تكون مرتبطة بالمياه او بالاراضي ظهور جماعة مسلحة في وسط مالي في2015 ، تابعة للداعية المتطرف احمدو كوفة، وهو من اتنية «الفولاني»، ما يعرض افراد الاتنية الى شبهات بالتواطؤ. وتتهم عرقية «دوغون» عرقية «فولاني» في المنطقة بالتواطؤ مع الشيخ امادو كوفا، الذي انضمت حركته المتطرفة أخيرا لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهو تحالف مرتبط بتنظيم «القاعدة».