أعرب الرئيس بشار الأسد خلال لقائه وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي أمس عن «الثقة بقدرة السوريين على الخروج من الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً»، فيما عبر بن علوي عن «الدعم الكامل لجملة الإصلاحات» الجارية في سورية. وأفاد بيان رئاسي بأن بن علوي نقل إلى الأسد «رسالة من السلطان قابوس بن سعيد تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في اليمن وليبيا»، وأن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم تناول «الأوضاع في سورية حيث وضع الأسد وزير خارجية سلطنة عُمان بصورة ما تقوم به التنظيمات المسلحة من عمليات قتل وترهيب واستهداف لأمن سورية ومواطنيها. كما أطلعه الرئيس الأسد على جملة الإصلاحات الجارية في سورية، حيث أعرب الوزير العماني عن دعم بلاده الكامل لهذه الإصلاحات ووقوفها إلى جانب سورية ضد محاولات استهداف استقرارها وترويع شعبها». وتزامن ذلك مع زيارة قام بها معاون نائب الرئيس حسن توركماني برفقة معاون وزير الخارجية عبدالفتاح عمورة إلى أنقرة أمس للقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ومع تصريحات لافتة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن لافروف تأكيده «ثبات موقف بلاده الرافض لاتخاذ قرار في مجلس الأمن حول سورية». وقال لافروف في تصريحات للصحافيين في العاصمة الكازاخية أستانة امس «الوضع في سورية ليس بسيطاً كما يحاول البعض تصويره، حيث استولت مجموعة كبيرة من المسلحين في سورية على عدد من البلدات والنقاط الآهلة بالسكان وإن القوات السورية تقوم حالياً بمهمة تطهير هذه البلدات من المسلحين». وأشار إلى وجود «الكثير من المخربين المسلحين في سورية ويجب الابتعاد عن تصوير الأمور وكأن القوات المسلحة السورية والأمن يعملون ضد متظاهرين سلميين»، قائلاً: «لا توجد دولة في العالم تصبر على التمرد المسلح». ونقلت «سانا» عن لافروف تأكيد موسكو «وجوب وقف جميع الأعمال التخريبية من أجل إتاحة الفرصة أمام تنفيذ الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد»، مشيراً إلى أن على «المعارضة والذين يقومون بهجمات مسلحة على القوات الحكومية والمباني الحكومية أن يستجيبوا للدعوة إلى الحوار وألا يستمروا في رفضهم جميعَ الاقتراحات بمناقشة الإصلاحات المعلنة». كما دان «أعمال العنف والتخريب التي يقوم بها المسلحون»، مؤكداً «ضرورة أن يدرك المخربون مسؤوليتهم عن أعمالهم». الى ذلك، ساهم عشرات الآلاف من السوريين في فرش أكبر علم سوري على امتداد أوتستراد المزة باتجاه ساحة الأمويين في وسط دمشق، على أن ينتقل العلم في الأيام المقبلة إلى مدن سورية أخرى قبل أن يلف جبل قاسيون في نهاية المطاف. ويبلغ طول العلم 2300 متر وعرض 18 متراً، ترجمة لفكرة طرحت على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ضمن حملة شبابية سماها مطلقوها وعددهم 26 شاباً وشابة: «ارفع معنا أكبر علم سوري، أيدي بأيدك بكرا إلنا». وقالت إحدى المنظمات ميس علي ل «الحياة» إن هدف الحملة «الرد على كل من يحاول النيل من استقرار سورية والتعبير الواضح عن رفضنا القاطع أي تدخل خارجي». وتم نقل القماش من مدينة حلب في شمال البلاد إلى مدينة يبرون في ريف دمشق، حيث جرت خياطته. وقالت علي: «انها فكرة صغيرة لوطن كبير». وبدأ الاحتفالية - المسيرة بالنشيد الوطني. وبينما أطلقت بالونات بألوان العلم، في سماء العاصمة السورية، كان المشاركون يرتدون قمصاناً عليها صورة الرئيس بشار الأسد والعلم السوري وخريطة البلاد وعبارات سياسية، إضافة الى التلويح بأعلام صغيرة ورسم علم البلاد على وجوه مشاركين. وكان التلفزيون السوري ينقل الحدث على الهواء عبر كاميرات رفعت في اماكن مختلفة، اضافة الى تصوير من طائرات حوامة، مع بث مباشر ومقابلات على اثير اذاعات محلية، حيث اجريت مقابلات مع مشاركين وضيوف من مدن اخرى. ووجه احدهم التحية باللغتين العربية والروسية الى موسكو على موقفها الداعم لدمشق، وسط تصفيق الحاضرين على جانبي اوتستراد المزة. وقالت علي ان السوريين «شاركوا من كل الأطياف ليؤكدوا أنهم يد واحدة في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا». ورفعت لافتة كبيرة باللغة الإنكليزية تقول: «الشعب الأوروبي: حكوماتكم تدعم إرهابيين». وكان شباب نزلوا صباحاً من احياء مجاورة للانضمام الى المسيرة. ورددوا هتافات تأييد للأسد وسورية. وبين الهتافات:»الله، سورية، بشار وبس». كما قال آخرون: «الشعب يريد بشار الأسد» و «الله محيي الجيش، الله محيي الجيش». و «خلصت، خلصت» في اشارة الى انتهاء الأحداث في سورية.