أفاد مسؤول أمني جزائري أن الحدود الشرقية للبلاد والتي تشترك فيها ليبيا وتونس «مؤمنة ومتحكم فيها بفضل التنسيق الموجود بين كل الفاعلين». وأقر بوجود مخطط أمني - عسكري جديد يتصل بأحداث ليبيا تشارك فيه القوات المسلحة عبر الحدود البرية وجهاز الشرطة على مستوى نقاط العبور. وأفاد مدير الحدود في الأمن الجزائري، العميد أول في الشرطة خليفة أونيسي، أمس، أن الحدود الشرقية للبلاد «مؤمنة ومتحكم فيها». وأوضح أن المخطط الأمني الذي تعتمده الجزائر على الخط الحدودي مع تونس وليبيا موجود منذ عشرين سنة، غير أن أجهزة الأمن رفعت من درجة التأهب والمراقبة خلال الشهور الأخيرة نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية التي تشهدها كل من تونس وليبيا. وفي سياق ذي صلة، أكد المسؤول أن العبور من وإلى تونس مؤمن على مستوى نقاط العبور الثابتة، إذ تم تسجيل مرور ما يزيد على 16 ألف جزائري إلى تونس ما بين 2 و 8 حزيران (يونيو) الجاري وهي التقديرات نفسها تقريباً بالنسبة إلى التونسيين الذين دخلوا إلى الجزائر في الفترة ذاتها. وتقول الجزائر إنها بدأت تواجه مشكلات أمنية حقيقية في جنوب شرقي البلاد، حيث الحدود الجزائرية - الليبية، وطلبت من أعيان وعقلاء الولاياتالجنوبية الحدودية اليقظة والتجند حتى يتمكنوا من توفير معطيات للجيش الجزائري المنتشر على الحدود الجنوبية للبلاد، في أعقاب معلومات عن «كشّافين» تابعين لفرع «القاعدة» المغاربي تسللوا عبر الحدود وأعلن الجيش قتل أحدهم. وكان وزير الداخلية دحو ولد قابلية عقد لقاء مع ممثلي أعيان وعقلاء الولاياتالجنوبية الحدودية طالبهم فيه بالتجند والسهر على أمن الحدود الجزائرية والصحراء، مبرزاً أهمية أمن الصحراء في أمن واستقرار الدولة. وفي خصوص تأمين الحدود الجزائرية - الليبية، أكد ولد قابلية أن «هذه المنطقة تستدعي يقظة خاصة وأن كل الوسائل الضرورية متوافرة لتأمين هذه الحدود حيث سجلنا أخيراً محاولات تسلل بعض الأشرار (إرهابيين)». وضمن خططها لمواجهة مشكلات أمنية في الجنوب بسبب التوتر في ليبيا، بدأت الجزائر قبل أيام في نشر قوات كبيرة للجيش على الحدود، ثم رفعت طلباً إلى «غرفة القيادة العسكرية المشتركة» بين أربع دول للساحل الافريقي لتجنيد ما يُعرف ب «الخلايا» للتصدي لأي نشاط لأرهابيين مشتبه فيهم. وتتوقع الجزائر برزو «خريطة أمنية» جديدة بالكامل في منطقة الساحل «تزداد تعقيداً كلما طال أمد الإضطرابات في ليبيا». وعبر مسؤول جزائري عن هذه المخاوف صراحة، إذ قال إن الوضع في ليبيا «سيكون له انعكاسات على قدرات الجزائر في التحكم في جهود مكافحة الإرهاب». وأضاف: «هذا الجانب يشغلنا كثيراً بسبب انتشار الأسلحة وبكميات كبيرة، وهذا يقلقنا لأنه أولاً يستعمل من طرف الليبيين وضد بعضهم البعض، وثانياً قد يؤدي الانتشار المخيف للسلاح في ليبيا إلى فتح شهية أطراف أخرى قد تتمكن من فرض نفسها وترتكب عمليات إرهابية يعلم الجميع بأن محاربتها لا تصبح ناجعة إلا إذا تضافرت جهود الدول». ويقول شهود من منطقة «الدبداب» الحدودية بين الجزائر وليبيا، إن حركة مكثفة و «مشبوهة» تكثفت في الأيام الماضية في المنطقة التي لا يبعد مركزها سوى 16 كلم عن غدامس الليبية.