أقام الجيش الجزائري مخيماً لاستقبال الفارين من الأراضي الليبية عند المركز الحدودي «الدبداب» الذي يقع في ولاية إيليزي على بعد 2000 كلم جنوب شرقي العاصمة الجزائرية، ويضم المخيم نازحين جزائريين وأجانب و «طوارق عائدين». وانتقل ضغط الاضطرابات في ليبيا تدريجاً إلى الحدود الجزائرية في أقصى الجنوب، ما استدعى تدخل فرق من الجيش وإقامة مخيم يتسع ل 1200 فرد لاستقبال الرعايا الجزائريين والأجانب في الدبداب. وتخشى الجزائر تسلل عناصر من «الطوارق العائدين»، وهم طوارق من أصول مالية ونيجيرية. ويُطلق عليهم نظام القذافي «الطوارق العائدين» وهم لا يتمتعون بهويات وطنية، لكنهم يحملون «بطاقة عائد». وتقول مصادر من الجنوبالجزائري إن عشرات من هؤلاء الطارقيين تدفقوا إلى الحدود الجزائرية ويُعرف عنهم تمتعهم ب «فكر قتالي» تدربوا عليه في معسكرين في منطقتي أنابوري وسبها في الجنوب الليبي. في غضون ذلك، أجلت الشركة النفطية الجزائرية «سوناطراك» عمّالها في غدامس الليبية بعد تعرض مصفاة نفط جزائرية لهجوم من «مرتزقة» لم تحدد هوياتهم. وأعلن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية أن «عمال وموظفي الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك في ليبيا تعرضوا للاعتداء من طرف ميليشيات تابعة لنظام القذافي وتمت سرقة سيارات تابعة للشركة، وأغراض العمال». وتشارك الشركة النفطية الليبية مع «سوناطراك» في مشروع للتنقيب عن النفط. وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي، أمس، إن الانشغال الأكبر لبلاده في الوقت الحالي في خصوص الأحداث التي تجري في ليبيا هو «وقف اراقة الدماء». وأوضح أن «ذلك هو الأهم وأن كل ما يمكن المجتمع الدولي فعله من أجل التوصل إلى هذه النتيجة سيحظى بتأييدنا ودعمنا». وأضاف الوزير انه «حتى وإن كانت الأرقام متضاربة بعض الأحيان»، فإن معظم المؤشرات تدل الى أن «الأيام التي انقضت في ليبيا كانت أياماً دموية جداً». وأكد أن «لا أحد يمكنه أن يملي على الشعب الليبي ما يجب عمله».