نفت مصادر مقربة من الحركة الإصلاحية في ايران، نيتها التحالف سياسياً مع الرئيس محمود أحمدي نجاد ضد الأصوليين الموالين لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وقالت ل «الحياة» انها توقعت المواجهة بين المرشد ومجموعة نجاد، ولذلك لم ترغب في عزل خامنئي أو التأثير في موقعه الدستوري، بقدر ما كانت «تحاول تعزيز الأطر القانونية، بعيداً من حالات التطرف والوصاية». وأشارت الى «محاولات حذرة» يجريها الرئيس السابق محمد خاتمي، ل «وضع إطار معين للمشاركة في الانتخابات الاشتراعية» المقررة العام المقبل، تمهيداً لترشح خاتمي لانتخابات الرئاسة المقررة العام 2013. وشددت المصادر على ان التجاذب بين الأصوليين ومجموعة نجاد، علي خلفية اتهام اسنفديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، بقيادة «تيار منحرف»، «لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد». في غضون ذلك، اعتبر رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني حميد رضا كاتوزيان، أن محمد علي آبادي، الذي عيّنه نجاد وزيراً للنفط بالوكالة، هو «أسوأ خيار» ممكن. وقال كاتوزيان: «اختيار علي آبادي قد يكون الأفضل بالنسبة الى نجاد، لكن من منظور وطني، هذا أسوأ اختيار لصناعة النفط والغاز في ظل الوضع الراهن، وهذا النوع من القرارات سيعرّض البلاد للخطر». وأشار الى ان «النفط والغاز مجال مهني تماماً، ليست لعلي آبادي أي خبرة فيه». ويوحي كلام كاتوزيان، بصعوبة نيل علي آبادي الثقة في البرلمان، خصوصاً ان المجلس كان رفض تعيينه وزيراً للطاقة، عام 2009. وعلي آبادي مقرّب من نجاد، ويتولى الآن رئاسة اللجنة الاولمبية الايرانية. من جهة أخرى، توفي رجل الاعمال الاسرائيلي سامي عوفر الذي اتهمت واشنطن شركة شحن يرأسها بالتعامل مع ايران. وأعلنت عائلة عوفر في بيان، انه توفي امس في منزله في تل ابيب، بعد صراع طويل مع المرض. وسيُشيّع غداً الأحد في المدينة ذاتها. وفاة عوفر، الذي اشارت تقارير صحافية الى انه كان مصاباً بالسرطان، أتت بعد عشرة ايام على فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على «مجموعة عوفر اخوان»، اذ اتهمتها ببيع طهران ناقلة نفط، عبر فرعها في سنغافورة «تانكر باسيفيك»، منتهكة بذلك عقوبات اميركية. لكن ناطقاً باسم الشركة نفى ارتكاب اي مخالفات، مشيراً الى انها لم تعلم ان الصفقة المقدرة ب8.5 ملايين دولار، كانت لمصلحة شركة الشحن الإيرانية. لكن وسائل اعلام اسرائيلية كشفت عن سجلات تظهر ان سفناً تابعة لمجموعة عوفر رست في موانئ ايرانية 13 مرة على الأقل خلال العقد الماضي، ما دفع لجنة الاقتصاد في «الكنيست» الى عقد اجتماع قبل أيام، عُلّق بعد مضي ربع ساعة على بدئه، إثر تلقي رئيس اللجنة كارمل شاما هاكوهين مذكرة من مساعد له. وقال شاما هاكوهين: «لنكن واضحين، المذكرة لم تكن من شخصية سياسية ولا من شخصية في مجال الأعمال. تبيّن ان الحقيقة أكثر تعقيداً بكثير مما يمكن للخيال العادي تحمّله». وأثار النائب بذلك احتمال أن يكون تلقى في هذا الشأن طلباً من اجهزة الأمن الإسرائيلية، وتكهنات بأن «مجموعة عوفر» قد تكون ساعدت اسرائيل في التجسس على ايران. عوفر (89 سنة) وُلد في رومانيا العام 1922، وانتقل مع عائلته بعد سنتين الى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وخدم في البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم في البحرية الاسرائيلية. على صعيد آخر، انتقد مئير داغان، الرئيس السابق للاستخبارات الاسرائيلية (موساد)، خطط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لضرب ايران. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن داغان قوله في لقاء خاص، انه نجح في منع حصول تلك العملية بمؤازرة من نظيريه في الأمن الداخلي (الشاباك) يوفال ديسكين، والجيش غابي أشكنازي، والثلاثة تركوا مناصبهم أخيراً. وأضاف: «توصلنا، انا وديسكين وأشكنازي، الى فرملة اي مغامرة (ضد ايران)، وأتخوف الآن من ألاّ يتوصل أيّ كان الى وقف نتانياهو و(وزير الدفاع) ايهود باراك». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه خلال زيارته اسرائيل، رفضه الخيار العسكري مع ايران. وقال للقناة العامة في التلفزيون الاسرائيلي: «نحن بالطبع مقتنعون بأن أي استخدام للقوة العسكرية ضد ايران، سيقودنا على الارجح الى كارثة. يجب القيام بكل شيء، من اجل منع ايران من امتلاك اسلحة نووية».