الإسرائيلي أمس، في مقدّم اهتمامات الديبلوماسية العربية والدولية، وتحوّلت الأممالمتحدة إلى ساحة لعرض المواقف منه ومن القرارات الأميركية الأخيرة، بدءاً من الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، وصولاً إلى تقليص تمويلها وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (أونروا). وفي مقابل إبداء روسيا استعدادها لتأدية دور الوسيط وتأكيدها أن اقتراحها للحل «لا يزال قائماً» من خلال لقاء مباشر وغير مشروط بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، جدّد الأردنوالأممالمتحدة ضرورة تكاتف الجهود لبلوغ الصراع خواتيمه. واستأثرت قضية تمويل «أونروا» لقاءات مسؤولين دوليين وتصريحاتهم، وبرز إجماع على ضرورة استمرار الوكالة في تقديم خدماتها إلى اللاجئين، فيما خرج مدير الوكالة بيار كرانبول عن صمته ليكشف أن تجميد واشنطن مساعداتها غير مرتبط بأداء المنظمة كما تدّعي، بل يعود إلى «حساباتها السياسية». وشدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، على ضرورة تكاتف الجهود لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية، بعدما عرضا التحديات التي تقف عقبة أمام الوصول إليه. وعرض الجانبان، وفق وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، تداعيات القرار الأميركي المتعلق بالقدس. وأطلع الصفدي غوتيريش على مخرجات اجتماع الوفد الوزاري العربي الذي عُقد في عمّان بداية الشهر الحالي بتكليف من الجامعة العربية، لبحث سبل الحد من التداعيات السلبية للقرار، ولتأكيد بطلانه، وأن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي يُحسم مصيرها بالتفاوض المباشر ووفق القرارات الدولية، وحضّ المجتمع الدولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وحذّر الصفدي من خطورة غياب الأفق السياسي لتحقيق السلام، واستمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية، على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما بحث الطرفان في صعوبات مالية تواجه «أونروا» مع تفاقم العجز في موازنتها، خصوصاً بعد تعليق الولاياتالمتحدة تسديد كامل مساهماتها. وأكدا ضرورة استمرار الوكالة في تقديم خدماتها الحيوية إلى اللاجئين الفلسطينيين، واتفقا على استمرار التنسيق والتعاون لبحث سبل تلبية حاجاتها المالية. وفي نيويورك أيضاً، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قرار واشنطن تقليص تمويل «أونروا» الذي «يقوّض بطريقة خطرة جهود تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة»، وأكد «أننا سنتشاور مع البلدان المعنية كافة ونرى ما يمكننا فعله». وأكد لافروف في مؤتمر صحافي في الأممالمتحدة أول من أمس، بأن اقتراح بلاده حول لقاء عباس ونتانياهو «لا يزال على الطاولة ومن دون شروط مسبقة»، معرباً عن اعتقاده بأن عباس «مستعد لمثل هذا اللقاء». وتابع: «ستكون لدينا قريباً اتصالات مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، ونود سماع الفرص المتوفرة للخروج من هذا الوضع الصعب». إلى ذلك، تخلى مدير «أونروا» بيار كرانبول عن التحفظ المعهود في منصبه، ليفصح عن أن تجميد المساعدات الأميركية «غير مرتبط بأداء الوكالة» كما تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب، بل يعود إلى حسابات واشنطن السياسية عقب تدهور علاقاتها مع القيادة الفلسطينية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شأن القدس. وأوضح كرانبول لوكالة «فرانس برس» أنه عندما التقى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي المسؤولين الأميركيين في واشنطن، «كانت الرسالة واضحة جداً عن دعم عمل أونروا واحترامه، وأن مسائل حياد الوكالة وإدارتها والإصلاحات، كانت دائماً موضع محادثات مع الولاياتالمتحدة وبقية الدول المانحة، لكن من دون المساس بالمساعدات المقدمة». وقال: «أنا مجبر على النظر إلى التجميد باعتباره غير مرتبط بأداء المنظمة، بل قرار اتخذ بعد النقاش الذي أثير عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شأن القدس.