واصلت الديبلوماسية العربية والفلسطينية أمس تفاعلها مع تداعيات اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل» وتقليص المساعدات الأميركية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «أونروا». وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل شدد فيها الأخير على دعم بلادة «حل الدولتين». وعشية وصول مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى المنطقة، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في واشنطن مع نظيرة الأميركي ريكس تيلرسون في تطورات القضية الفلسطينية وتمويل «أونروا»، في وقت كررت السلطة دعوتها إلى «دور فاعل» للاتحاد الأوروبي في تحريك عملية السلام. وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية بأن عباس تلقى مساء الخميس، اتصالاً هاتفياً من غابرييل جرى خلاله البحث في آخر المستجدات على صعيد العملية السياسية، وترتيبات اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الشهر الجاري. ونقل البيان تأكيد الوزير الألماني دعم بلاده للعملية السياسية القائمة على حل الدولتين، وأنه سيقوم بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية مطلع الشهر المقبل. إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الأردني ونظيره الأميركي أول من أمس، في العلاقات الثنائية وآليات تطويرها إضافة إلى القضية الفلسطينية والتطورات المرتبطة بتمويل «أونروا» وجهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. كما بحث الجانبان، وفقاً لبيان أردني، في تجديد مذكرة التفاهم حول الدعم الاقتصادي والعسكري للمملكة والتي من المتوقع توقيعها في وقت قريب. وأكد الوزيران الحرص على تطوير العلاقات بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتأتي المحادثات قبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأميركي إلى المنطقة، في زيارة سيبدأها من القاهرة اليوم، ينتقل بعدها إلى الأردن، قبل أن يصل إلى تل أبيب. وأفاد البيان بأن الصفدي عرض على تليرسون «المستجدات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، ونقل له «صورة الموقف الأردني والعربي الرافض لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، مؤكداً أن «قضيتها من قضايا الوضع النهائي ويقرر مصيرها بالتفاوض المباشر المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة». وشدد الوزير الأردني على أن السلام الشامل والدائم «خيار استراتيجي عربي طريقه حلّ الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وتطرق الصفدي إلى أزمة تجميد واشنطن تمويل «أونروا»، مؤكداً ضرورة استمرار تمويل للمنظمة وتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين. وشدد على أهمية البعدين السياسي والحياتي لعمل الوكالة الذي يحب أن يستمر. في غضون ذلك، حض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، الاتحاد الأوروبي على «اتخاذ خطوات سياسية فاعلة لإنقاذ السلام في المنطقة، ولجم سياسات الاحتلال، وترجمة الموقف الأوروبي الثابت والمتعلق بحل الدولتين على حدود 1967 والاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة لفلسطين إلى أمر واقع من خلال الاعتراف بدولة فلسطين». وخلال لقائه ممثلي دول الاتحاد الأوروبي أمس، عرض عريقات آخر المستجدات السياسية ومخرجات اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني. مشدداً على أن الولاياتالمتحدة «فقدت أهليتها ودورها الراعي للعملية السياسية باعترافها غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل». وقال إن «عدول الإدارة الأميركية عن القانون الدولي، يشكل خطراً على المنظومة الدولية برمتها وسيجر المنطقة والعالم إلى موجة لا تنتهي من الحروب والفوضى التي لا تحمد عقباها»، محذراً من أن قرار واشنطن تقليص المساعدات ل «أونروا» سيساهم في زيادة اليأس والتطرف». وأكد أن «تمويل وكالة الغوث مسؤولية دولية جماعية». ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «سد الفجوة التي أحدثتها الولاياتالمتحدة في موازنتها من أجل تغييب قضية اللاجئين».