أعلنت الولاياتالمتحدة أمس (الثلثاء) أنها ستعلق حوالى نصف المساعدات المبدئية التي خططت تقديمها ل «وكالة الاممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجيئن الفلسطينيين» (أونروا)، بعد أسبوعين من تشكيك الرئيس دونالد ترامب في جدوى التمويل. وكشفت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستقدم 60 مليون دولار ل «أونروا»، لكنها ستعلق 65 مليون دولار أخرى في الوقت الراهن، قائلة إن «على وكالة الإغاثة إجراء إصلاحات لم تحددها». من جهته، انتقد المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف القرار على الفور قال، إن «القرار يؤكد أن هذه الإدارة الأميركية ماضية في شطب حقوق شعبنا الفلسطيني. أولا كان قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، واليوم قضية اللاجئين». وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه «لا يعلم بأي خفض للمساعدات، لكنه قلق للغاية في شأن هذه الاحتمالية، لأن تمويل الوكالة عامل مهم من عوامل الاستقرار». وذكر الأمين العام لأونروا بيير كراهينبول في بيان أن خفض المساهمة الأميركية «يهدد أحد أكثر مساعي التنمية الإنسانية نجاحاً وابتكاراً في الشرق الأوسط». ومن المرجح أن يؤدي القرار إلى زيادة صعوبة استئناف محادثات السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، وسيقوض ثقة الأطراف العربية في قدرة الولاياتالمتحدة على أداء دور الوسيط النزيه. بدوره، قال السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة داني دانون: «أونروا أثبتت مراراً أنها وكالة تسيء استخدام المساعدات الإنسانية المقدمة من المجتمع الدولي، وتدعم بدلاً من ذلك دعاية مناهضة لإسرائيل، الأمر الذي يبقي على محنة اللاجئين الفلسطينيين ويشجع على الكراهية». وعلى رغم اعتبار واشنطن أن القرار سيدعم المدارس والخدمات الصحية، كررت الناطقة باسم الوزارة هيذر ناورت دعوة الرئيس دونالد ترامب دولاً أخرى لتقديم المزيد من التمويل، لأنه يعتقد أن الولاياتالمتحدة تدفع أكثر مما عليها. وقالت ناورت في إفادة صحافية، إن «الوزارة أخطرت أونروا بالقرار في رسالة». وأوضحت أن إدارة ترامب اشترطت قيام الوكالة بإصلاحات لم تحددها، مقابل الإفراج عن الأموال الإضافية، لكنها أكدت أن القرار «لا يهدف إلى معاقبة أحد». وكان ترامب كتب في تغريدة في الثاني من الشهر الجاري، «إن واشنطن تمنح الفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنوياً ولا تنال أي تقدير أو احترام»، وأضاف «هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاق سلام طال تأخرها مع إسرائيل». وتابع «في ضوء أن الفلسطينيين لم يعودوا مستعدين للمشاركة في محادثات سلام، فلماذا نقدم أياً من تلك المدفوعات الكبيرة لهم في المستقبل؟». وعلى رغم أن المسؤولين الأميركيين لم يربطوا القرار بتغريدة ترامب، إلا أنهم طرحوا نقطة كثيرا ما أثارها الرئيس الأميركي بقوله إن الولاياتالمتحدة كانت لعقود أكبر مانح منفرد لأونروا ودعوته الدول الأخرى لزيادة جهودها.