طرابلس، القاهرة - رويترز، أ ف ب - أكد التلفزيون الليبي أن غارة لحلف شمال الأطلسي أسفرت عن مقتل 16 مدنياً على الأقل وجرح نحو 40 في بيت للضيافة في مدينة البريقة شرق ليبيا أمس. وأضاف أن الهجوم وقع فجراً وأن معظم الضحايا رجال دين تجمعوا لحضور احتفال ديني. وقال شاهد في التقرير الذي بثته قناتا «الجماهيرية» و «الليبية» إن الحضور كانوا مجموعة من الشيوخ المسلمين يقيمون احتفالاً دينياً بمنطقة البريقة. وأضاف: «هذا منزل مدني»، مشيراً إلى مبنى متهدم. وتابع: «انظروا ماذا فعل الصليبيون وماذا فعل حلف شمال الأطلسي». ولدى سؤاله عن التقرير خلال لقاء مع الصحافيين في مقر مهمة ليبيا في نابولي، قال الناطق باسم حلف شمال الأطلسي قائد السرب مايك براكن: «أستطيع أن أقول بأمانة أنني ليست لدي أي معلومات عن هجوم أو حادث في البريقة». وأضاف أن الحلف يستخدم «وسائل متطورة» لتجنب وقوع خسائر بشرية بين المدنيين في الغارات الجوية. وأظهرت لقطات تلفزيونية تسع جثث على الأقل مصابة بجروح متعددة وملفوفة بأغطية في مكان غير معلوم. ولم يتسن التحقق على الفور من صحة التقرير من مصدر مستقل. في غضون ذلك، أكد شاهد عيان أمس سماع دوي انفجار قوي ناجم عن صاروخ في منطقة تاجوراء شرق طرابلس. وقال إنه سمع انفجار صاروخ «قوي جداً» في تاجوراء الضاحية الواقعة على بعد 17 كلم شرق طرابلس. وأضاف أن سحب الدخان الأبيض ارتفعت في المنطقة. ولم تتسن معرفة سبب الانفجار. من جهة أخرى، أفادت مصادر متخصصة في أوساط الشركات الأمنية أمس أن الفرنسي الذي قتل في ليبيا الخميس هو عسكري سابق مؤسس ومسؤول عن شركة أمنية خاصة تستخدم جنوداً سابقين. والضحية البالغ من العمر 47 سنة أسس في العام 2003 شركة «سيكوبكس» التي تقدم نفسها على موقعها الإلكتروني على أنها «شركة دعم استراتيجي وعملياتي»، ومقرها في كاركاسون جنوب غربي فرنسا. وأقرت «سيكوبكس» بأن لديها رجالاً في بنغازي، لكنها رفضت الإدلاء بأي تعليق آخر. واعتقل أربعة فرنسيين آخرين. والضحية بيار مارزيالي كان ضابط صف في فرقة المظليين الثالثة في سلاح المشاة التابع للبحرية في كاركاسون. وبحسب المصادر المتخصصة نفسها، فإن أنشطة الشركة أثارت مراراً اهتمام أجهزة الاستخبارات الفرنسية والإدارة العامة للاستخبارات الداخلية وإدارة حماية أمن الدفاع. وكان مارزيالي اكد في 2008 في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن شركته قادرة على «جمع ألفي شخص على أهبة الاستعداد» في نحو أربعين تخصصاً من غطاسين إلى لغويين مروراً بطيارين وممرضين. وأعلن آنذاك أنه أبرم عقداً مع السلطات الصومالية لمكافحة القرصنة البحرية، خصوصاً من خلال «إنشاء وحدة من حرس الحدود» و «تدريب الحرس» الرئاسي. لكن لم يظهر أي نشاط ملموس من كل ذلك على ما يبدو، كما أكد أحد المصادر. وبحسب أحد هذه المصادر، فإن مارزيالي كان على موعد مع مسؤولين عن الثوار الليبيين في بنغازي. وإذا كان القانون الفرنسي يسمح بنشاطات الاستشارات والتدريب العسكري، إلا أنه يحظر إرسال مرتزقة إلى الخارج.