قصفت قوات حلف شمال الاطلسي أمس مدينة طرابلس بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بقادة الثوار في ليبيا، فيما اعربت موسكو عن مخاوفها من تحول العملية العسكرية التي يقودها الحلف الى القيام بعمليات برية. وشنت الطائرات غارات جوية مكثفة على العاصمة الليبية وضواحيها الشرقية حيث سمع دوي العديد من الانفجارات، فيما يواصل الحلف ضغوطه على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. والتقى وزير الخارجية البريطاني امس الاول بقادة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقاتل من اجل الاطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وجاء اللقاء عقب نشر الحلف مروحيات هجومية لأول مرة في ليبيا. وقال هيغ في بيان «نحن متواجدون هنا اليوم لسبب رئيسي واحد وهو اظهار دعمنا للشعب الليبي وللمجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبي». والتقى هيغ مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل وزار الواجهة البحرية ومنشأة طبية يعالج فيها الجرحى». وقال هيغ إنه «على القذافي ان يغادر فورا»، واوضح «ليست لدينا اي قوات قتالية في ليبيا» الا انه اضاف ان بريطانيا ستقف مع الشعب الليبي «طالما لزم الأمر». واضاف: «نحن لم نتغاض عن الأمر عندما وجّه القذافي قواته ضد المدنيين الأبرياء. وطالما واصل القذافي الإساءة إلى شعبه، فسنواصل تكثيف جهودنا لوقفه». وبعد ساعات من إنهاء هيغ لرحلته الى بنغازي، شنّ الحلف سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت طرابلس. وهزت اربعة انفجارات مدينة طرابلس صباح امس، بعد ان سمع دوي انفجارين قويين ولكن بعيدين عن وسط العاصمة، تلاهما عدة انفجارات فصلت بينهما دقائق معدودة. وقال شهود: إن غارات استهدفت خصوصا ضاحية تاجوراء في شرق طرابلس التي استهدفت مرارا من جانب مقاتلات الحلف الاطلسي الذي يقود منذ نهاية مارس العمليات العسكرية في ليبيا. وقال سكان هذه الضاحية إنهم شاهدوا سحب دخان تتصاعد من جنوب شرق تاجوراء من دون ان يتمكنوا من تحديد المواقع المستهدفة. واعلنت بريطانيا وفرنسا أمس الاول أنهما نشرتا مروحيات قتالية لضرب قوات القذافي لأول مرة في حملة الحلف لحماية المدنيين الليبيين بموجب قرار الاممالمتحدة الذي يحظر نشر قوات برية. كما أعلن حلف شمال الاطلسي انه استخدم للمرة الأولى مروحيات قتالية في ليبيا قصفت آليات عسكرية وتجهيزات وقوات تابعة لجيش العقيد معمر القذافي. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن مروحيات الأباتشي شاركت في الحملة في ليبيا ودمرت منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لقوات القذافي في مدينة البريقة. وقال الجنرال نيك بوب المتحدث باسم رئيس هيئة الدفاع إن «مروحيات الاباتشي ضربت نظاما لاطلاق الصواريخ على الساحل الليبي قرب البريقة .. واستخدمت صواريخ هيلفاير لتدمير هدفها قبل العودة بأمان إلى سفينة» اتش ام اس اوشين التي انطلقت منها. واضاف ان طائرات تورنيدو البريطانية الهجومية انضمت الى طائرات الحلف في «غارة كبيرة على مستودع ضخم لصواريخ ارض جو» في العاصمة الليبية طرابلس. وقال الحلف في تقريره عن العمليات انه ضرب مركز قيادة وسيطرة ومنشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة عسكرية في طرابلس وقاذفة صواريخ وثكنات ونقطتي تفتيش بالقرب من البريقة. وأعربت موسكو التي تدعو الى التوصل لحل للنزاع عن طريق التفاوض، عن خوفها من دخول حملة الحلف مرحلة جديدة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان حلف شمال الاطلسي «ينحرف نحو عملية برية» في ليبيا ستكون «مؤسفة» وذلك إثر تدخل مروحيات قتالية بريطانية وفرنسية لأول مرة ليل الجمعة السبت على ما نقلت وكالات الانباء الروسية. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن الوزير قوله «قدمنا وجهة نظرنا حول عمليات الحلف الاطلسي، اننا نعتبر ان ما يجري انحرافا عن قصد او عن غير قصد نحو عملية برية». وتابع: «إننا نرى أن شركاءنا الغربيين يدركون ان الاحداث في ليبيا تأخذ منحى غير مرغوب فيه لكن القرارات المتخذة متواصلة تلقائيا». وكان نائب رئيس الوزراء سيرغي ايفانوف أعرب عن شكوكه بشأن استخدام الحلف الاطلسي مروحيات وقال : إن «استخدام مروحيات لضرب أهداف أرضية، وهو ما اعتبره خطوة قبل بدء عملية برية».