تنحدر الوظائف العقلية عند الإنسان كلما تقدم في العمر، لكن الدراسات تشير إلى أنه من الممكن لكبار السن أن يحافظوا على حد مقبول من فعالية أدمغتهم ونشاطها إذا اهتموا بتناول الأغذية ذات القيمة الصحية وتجنبوا الدهون الضارة التي تعيث فساداً في خلايا الدماغ. لا شك في أن الخلايا الدماغية تتمتع بقدرة محدودة جداً على إعادة بناء نفسها، لكن البحوث العلمية أفادت بأن الغذاء يلعب دوراً بارزاً في تحسين قدرتها على القيام بوظائفها البيولوجية الطبيعية شرط اختيار الأطعمة المناسبة التي تساهم في صيانة الخلايا الدماغية وتدعم عملها ونشاطها وصمودها، وتضم هذه الأطعمة: - الحبوب، وهي من أهم المجموعات الغذائية التي يجب على المسن أن يحرص على وجودها في نظامه الغذائي لأنها غنية بالمواد الكربوهيدراتية المعقدة التي تحافظ على ثبات سكر الغلوكوز في الدم الذي يعتبر الغذاء الحيوي للمخ، فهذا الأخير هو المستهلك الأكبر للسكر في جسم الإنسان. - البقوليات، وهي من أهم مصادر السكريات المعقدة المفيدة للدماغ، فهي تتألف من جزيئات تتميز بطول سلسلتها التي تستغرق وقتاً أطول للتفكك في دهاليز الأمعاء قبل أن تتحول إلى سكريات بسيطة تؤمن حاجات خلايا الجسم، ومن بينها الخلايا الدماغية. - الأغذية الغنية بالبروتينات، وهي تمد الدماغ بالأحماض الأمينية التي تشارك في صنع نواقل كيماوية تتولى مهمة نقل الإشارات العصبية وتضمن حسن المواصلات بين خلية وأخرى. - الأسماك، وهي غذاء الدماغ بامتياز كونها تحتوي على مكونات رائعة لها أهمية عظيمة بالنسبة إلى وظائف الجهاز العصبي، ومن أبرزها الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تخفض من نسبة الشحوم الضارة ومن احتمالات تصلّب الشرايين العدو الأول لكبار السن. أيضاً تعمل هذه الأحماض على تحسين الذاكرة والحالة الذهنية، وتساهم في إنتاج مواد تحافظ على استقرار العمليات الفيزيولوجية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالخلايا الدماغية. - الخضروات الورقية الخضراء، وهي غنية بمضادات الأكسدة، كالكاروتينيدات والفلافونيدات، التي تحمي خلايا المخ من التلف الناجم عن الشوارد الكيماوية الحرة. - الفواكه، وهي تزخر بالفيتامينات والأملاح المعدنية التي تبعد الإصابة بأمراض ثلاثة تضر بالمخ كما القلب، وهي ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والداء السكري. - الزيوت النباتية، وهي غنية بالفيتامين ي الذي يعد من بين أهم الفيتامينات للمخ، فنقصانه يمكن أن يعرقل حصول خلايا الدماغ على المواد الغذائية ما يعرضها إلى الإصابة بالتلف وإلى زيادة نسبة احتمالات الإصابة بمرض ألزهايمر. - الأغذية الغنية بالفيتامين ب12، الذي تعود أهميته إلى مشاركته في بناء مادة المايلين التي تتراكم على شكل غشاء يتولى حماية أعصاب المخ ويساعد على نقل الرسائل العصبية في شكل أسرع ما يعزز القدرات على صعيد الذاكرة وسرعة البديهة. تبقي الإشارة إلى أنه من أكثر أخطاء التغذية شيوعاً عند كبار السن هو كثرة تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسعرات الحرارية التي تزيد حتماً من الوزن، وقد بينت التحريات العلمية أن الأشخاص الذين يزيد وزنهم أكثر من المعتاد يتأثر ذكاؤهم وتعمل عقولهم في شكل أقل مقارنة بالذين يتمتعون بوزن طبيعي أو أقرب إلى الطبيعي.